الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***
حفض: الحَفْضُ: مصدر قولك حَفَضَ العُودَ يَحْفضُه حَفْضاً حَناه وعَطَفه؛ قال رؤبة: إِمّا تَرَيْ دَهْراً حَناني حَفْضا *** أَطْرَ الصَّناعَينِ العَريشَ القَعْضا فجعله مصدراً لحناني لأَن حَناني وحَفَضَني واحد. وحَفَّضْت الشيءَ وحَفَضْته إِذا أَلْقَيْته. وقال في قول رؤبة حَناني حَفْضاً أَي أَلقاني؛ ومنه قول أُمية: وحُفِّضَت النُّذورُ وأَرْدَفَتْهُمْ *** فُضُولُ اللّه، وانْتَهَتِ القُسومُ قال: القُسومُ الأَيمان، والبيت في صفة الجنة. قال: وحُفِّضَت طُومِنَت وطُرحَت، قال: وكذلك قول رؤبة حَناني حَفْضاً أَي طامَنَ مِني، قال: ورواه بعضهم حُفِّضَت البُدور، قال شمر: والصواب النذور. وحَفَضَ الشيءَ وحَفَّضَه، كلاهما: قَشَرَه وأَلْقاه. وحَفَّضْت الشيءَ: أَلْقَيْتُه من يدي وطرحته. والحَفَضُ: البيت، والحَفَضَ متاعُ البيت، وقيل: متاعُ البيت إِذا هيئَ للحمل. قال ابن الأَعرابي: الحَفَضُ قُماشُ البيت ورديءُ المتاع ورُذالُه والذي يُحْمَل ذلك عليه من الإِبل حَفَضٌ، ولا يكاد يكون ذلك إِلا رُذالُ الإِبل، ومنه سمي البعير الذي يحمله حَفَضاً به؛ ومنه قول عمرو بن كلثوم: ونَحْنُ إِذا عِمادُ الحيِّ خَرَّتْ على الأَحْفاضِ، نَمْنَعُ ما يَلِينا قال الأَزهري: وهي ههنا الإِبل وإِنما هي ما عليها من الأَحْمال، وقد روي في هذا البيت: على الأَحْفاضِ وعن الأَحْفاضِ، فمن قال عنِ الأَحْفاض عَنى الإِبلَ التي تحمل المتاع أَي خرَّت عن الإِبل التي تحمل خُرْثيَّ البيت، ومن قال على الأَحْفاض عَنى الأَمْتِعَةَ أَو أَوْعِيَتَها كالجُوالِق ونحوها؛ وقيل: الأَحْفاضُ ههنا صغارُ الإِبل أَول ما تُرْكَب وكانوا يُكِنُّونها في البيوت من البَرْد، قال ابن سيده: وليس هذا بمعروف. ومن أَمثال العرب السائرة: يَوْمٌ بيوم الحَفَضِ المُجَوَّر؛ يضرب مثلاً للمُجازاة بالسُّوء؛ والمُجَوَّرُ: المُطَوَّحُ، والأَصل في هذا المثل زعموا أَن رجلاً كان بنو أَخيه يُؤْذُونه فدخلوا بيته فقلبوا متاعَه، فلما أَدْرَكَ ولدُه صنعوا مثل ذلك بأَخيه فشكاهم فقال: يَوْمٌ بيومِ الحَفَضِ المُجَوَّرِ يضرب هذا للرجل صَنَع به رجلٌ شيئاً وصَنَعَ به الآخرُ مثلَه، وقيل: الحَفَضُ وعاء المتاع كالجُوالِق ونحوه، وقيل: بل الحَفَضُ كلُّ جُوالق فيه متاع القوم. قال يونس: ربيعةُ كلُّها تجعل الحَفَضَ البعيرَ وقيسٌ تجعل الحَفَضَ المتاع. والحَفَضُ أَيضاً: عمود الخباء. والحَفَضُ: البعير الذي يحمل المتاع. الأَزهري: قال ابن المظفر الحَفَضُ قالوا هو القَعُود بما عليه، وقال: الحَفَضُ البعير الذي يحمل خُرْثِيَّ المتاع، والجمع أَحْفاضٌ؛ وأَنشد لرؤبة: يا ابن قُرومٍ لَسْنَ بالأَحْفاضِ، من كلِّ أَجْأَى مِعْذَم عَضّاضِ المِعْذَمُ: الذي يَكْدِمُ بأَسْنانه. والحَفَضُ أَيضاً: الصغيرُ من الإِبل أَول ما يركب، والجمع من كل ذلك أَحْفاضٌ وحِفاضٌ. وإِنه لَحَفَضُ عِلْمٍ أَي قَلِيله رَثه، شبَّه عِلْمَه في قِلَّتِه بالحَفَضِ الذي هو صغير الإِبل، وقيل: بالشيء المُلْقَى. ويقال: نِعْمَ حَفَضُ العِلْمِ هذا أَي حاملُه. قال شمر: وبلغني عن ابن الأَعرابي أَنه قال يوماً وقد اجتمع عنده جماعة فقال: هؤلاءِ أَحْفاضُ عِلْمٍ وإِنما أُخِذ من الإِبل الصغار. ويقال: إِبل أَحْفاضٌ أَي ضعيفة. وفي النوادر: حَفَّضَ اللّه عنه وحَبَّضَ عنه أَي سَنَحَ عنه وخَفَّفَ. قال ابن بري: والحَفِيضةُ الخَلِيَّة التي يُعَسّل فيها النحل، وقال: قال ابن خالويه وليست في كلامهم إِلا في بيت الأَعشى وهو: نَحْلاً كَدَرْداقِ الحَفِيضة مَرْ هوباً، له حولَ الوَقُودِ زَجَلْ والحَفَضُ: حجَرٌ يبنى به. والحَفَضُ: عَجَمَةُ شجرة تسمَّى الحِفْوَلَ؛ عن أَبي حنيفة، قال: وكل عَجَمةٍ من نحوها حَفَضٌ. قال ابن دريد في الجمهرة: وقد سَمَّت العرب مُحَفِّضاً.
حفرضض: رأَيته في المحكم بالحاء المهملة: جبل من السَّراة في شِقِّ تهامة؛ عن أَبي حنيفة.
حمض: الحَمْضُ من النبات: كل نبت مالحٍ أَو حامضٍ يقوم على سُوق ولا أَصل له، وقال اللحياني: كل ملْحٍ أَو حامض من الشجر كانت ورقتُه حيَّةً إِذا غَمَزّتها انْفَقَأَتْ بماءٍ وكان ذَفِرَ المَشَمِّ يُنْقِي الثوب إِذا غسل به أَو اليد فهو حَمْض، نحو النَّجِيل والخِذْراف والإِخْرِيط والرِّمْث والقِضَة والقُلاَّم والهَرْم والحُرُض والدَّغَل والطَّرْفاء وما أَشبهها. وفي حديث جرير: من سَلَمٍ وأَراكٍ وحُمُوضٍ؛ هي جمع الحَمْض وهو كل نبت في طعمه حُموضة. قال الأَزهري: والمُلُوحة تسمَّى الحُموضة. الأَزهري عن الليث: الحَمْضُ كل نبات لا يَهيجُ في الربيع ويبقى على القيظ وفيه ملوحة، إِذا أَكلته الإِبل شَرِبَت عليه، وإِذا لم تجده رَقَّت وضَعُفَت. وفي الحديث في صفة مكة، شرفها اللّه تعالى، وأَبْقَلَ حَمْضُها أَي نبت وظهَرَ من الأَرض. ومن الأَعراب من يسمِّي كل نبت فيه مُلوحة حَمْضاً. واللَّحْم حَمْضُ الرجال. والخُلَّةُ من النبات: ما كان حُلْواً، والعرب تقول: الخُلَّةُ خُبْزُ الإِبل والحَمْضُ فاكهتُها ويقال لَحْمُها، والجمع الحُموض؛ قال الراجز: يَرْعَى الغَضَا من جانِبَيْ مُشَفِّقِ غِبّاً، ومَن يَرعَ الحُموضَ يَغْفِقِ أَي يَرِدُ الماءَ كلَّ ساعة. ومنه قولهم للرجل إِذا جاءَ متهدداً: أَنْتَ مُخْتَلٌّ فَتَحَمَّضْ. وقال ابن السكيت في كتاب المعاني: حَمَّضْتها يعني الإِبل أَي رَعَّيْتها الحَمْضَ؛ قال الجعدي: وكَلْباً ولَخْماً لم نزَلْ منذ أَحْمَضَت، يُحَمِّضُنا أَهْلُ الجَنابِ وخَيْبَرا أَي طَرَدْناهم ونفَيْناهم عن منازلهم إِلى الجَنابِ وخَيْبر؛ قال ومثله قولهم: جاؤوا مُخِلِّينَ فلاقَوْا حَمْضا أَي جاؤوا يشتهون الشر فوجدوا مَنْ شَفاهم مما بهم؛ وقال رؤبة: ونُورِدُ المُسْتَوْرِدِينَ الحَمْضا أَي مَنْ أَتانا يَطلب شرّاً شفيناه من دائه، وذلك أَن الإِبل إِذا شَبِعْت من الخُلَّة اشتهت الحَمْض. وحمَضَت الإِبل تَحْمُضُ حَمْضاً وحُموضاً: أَكلت الحَمْضَ، فهي حامِضةٌ، وإِبل حَوامِضُ، وأَحْمَضَها هو. والمَحْمَضُ، بالفتح: الموضعُ الذي ترعى فيه الإِبل الحَمْض؛ قال هميان بن قحامة: وقَرَّبُوا كلَّ جُمالِيٍّ عَضِهْ، قَريبة نُدْوَتُه من مَحْمَضِه، بَعِيدة سُرَّته من مَغْرِضِهْ من مَحْمَضة أَي من موضعه الذي يَحْمُض فيه، ويروى: مُحْمَضه بضم الميم. وإِبل حَمْضيّة وحَمَضيّة: مقيمة في الحَمْض؛ الأَخيرة على غير قياس. وبعير حَمْضِيٌّ: يأْكُلُ الحَمْض. وأَحْمَضَت الأَرض وأَرض مُحْمِضة: كثيرة الحَمْض، وكذلك حَمْضِيّة وحَمِيضةٌ من أَرَضِين حمْضٍ، وقد أَحْمَضَ القومُ أَي أَصابوا حَمْضاً. ووَطِئْنا حُموضاً من الأَرض أَي ذواتِ حَمْضٍ. والحُموضة: طعم الحامِض. والحُموضةُ: ما حذَا اللسانَ كطعم الخل واللبن الحازِر، نادرٌ لأَن الفُعولة إِنما تكون للمَصادرِ، حَمَضَ يَحْمُضُ حَمْضاً وحُموضةً وحَمُضَ، فهو حامِضٌ؛ عن اللحياني، ولبن حامِضٌ وإِنه لشديد الحَمْضِ والحُموضةِ. والمُحَمِّضُ من العِنَب: الحامِضُ. وحَمَّضَ: صار حامضاً. ويقال: جاءَنا بأَدِلَّةٍ ما تُطاق حَمْضاً، وهو اللبن الخاثر الشديد الحموضة. وقولهم: فلانٌ حامِضُ الرِّئَتينِ أَي مُرُّ النَّفْسِ. والحمّاضةُ: ما في جَوْفِ الأُتْرُجَّةِ، والجمع حُمّاضٌ. والحُمَّاض: نَبْتٌ جَبَلِيٌّ وهو من عُشْب الربيع وورَقُه عِظامٌ ضُخْم فُطْح إِلا أَنه شديدُ الحَمْضِ يأْكله الناس وزهره أَحمر وورقه أَخضر ويَتناوَسُ في ثمره مثلُ حَبِّ الرُّمان يأْكله الناس شيئاً قليلاً: واحدته حُمّاضة؛ قال الراجز رؤبة: تَرَى بها من كلِّ رَشَّاشِ الوَرَقْ كثامِرِ الحُمّاضِ من هَفْتِ العَلَقْ فشبَّه الدم بنَوْرِ الحُمّاض. وقال أَبو حنيفة: الحُمَّاض من العُشْب وهو يطول طولاً شديداً وله ورقة عظيمة وزهرة حمراء، وإِذا دنا يُبْسُه ابيضَّت زهرته، والناس يأْكلونه؛ قال الشاعر: ماذا يُؤَرِّقُني، والنومُ يُعْجِبُني، من صوت ذي رَعَثاتٍ ساكن الدار؟ كأَن حُمّاضةً في رأْسِه نَبَتَتْ، من آخر الصَّيف، قد همَّت بإِثْمارِ فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابي من قول وَبْرةَ وهو لِصٌّ معروف يصف قوماً: على رؤُوسِهمُ حُمّاضُ مَحْنِية، وفي صُدورِهم جَمْرُ الغَضَايَقِدُ فمعنى ذلك أَن رؤُوسهم كالحُمّاض في حُمْرة شعورهم وأَن لِحاهم مَخْضوبة كجَمر الغضا، وجعلَهَا في صدورهم لعظمها حتى كأَنها تضرب إِلى صدورهم، وعندي أَنه إِنما عنى قولَ العرب في الأَعداء صُهْب السِّبال، وإِنما كُنِيَ عن الأَعداء بذلك لأَن الروم أَعداءُ العرب وهم كذلك، فوُصِف به الأَعداءُ وإِن لم يكونوا رُوماً. الأَزهري: الحُمَّاض بقلة بَرِّيَّة تنبت أَيام الربيع في مسايل الماء ولها ثمرة حمراء وهي من ذكور البقول؛ وأَنشد ابن بري: فتداعَى مَنْخَراهُ بِدَم، مِثلَ ما أَثمرَ حُمّاض الجبَلْ ومَنابتُ الحُمّاضِ: الشُّعَيْبات ومَلاجئ الأَودية وفيها حُموضةٌ، وربما نبَّتها الحاضرةُ في بَساتِينهم وسَقَوْها ورَبَّوْها فلا تَهِيجُ وقت هَيْجِ البُقولِ البَرِّيَّةِ. وفلان حامضُ الفُؤاد في الغضب إِذا فسد وتغير عَداوةً. وفُؤادٌ حَمْضٌ، ونَفْسٌ حَمْضة: تَنْفِر من الشيء أَولَ ما تسمعه. وتَحَمَّض الرجلُ: تحوَّل من شيءٍ إِلى شيءٍ. وحَمَّضه عنه وأَحْمَضَه: حَوَّله؛ قال الطرماح:لا يَني يُحْمِضُ العَدُوَّ، وذو الخُـ *** لمَّة يُشْفَى صَداهُ بالإِحْماض قال ابن السكيت: يقال حَمَضت الإِبلُ، فهي حامضة إِذا كانت ترعى الخُلَّة، وهو من النبت ما كان حُلْواً، ثم صارت إِلى الحَمْض ترعاه، وهو ما كان من النبت مالحاً أَو حامضاً. وقال بعض الناس: إِذا أَتى الرجلُ المرأَة في غير مأْتاها الذي يكون موضع الولد فقد حَمَّضَ تَحْمِيضاً كأَنه تحول من خير المكانين إِلى شرِّهما شَهْوَةً مَعْكوسة كفعل قوم لوطٍ الذين أَهلكهم اللّه بحجارة من سِجِّيل. وفي حديث ابن عمر وسئل عن التحمُّض قال: وما التحمُّض؟ قال: يأْتي الرجل المرأَة في دُبُرِها، قال: ويَفْعَلُ هذا أَحدٌ من المسلمين ويقال للتَّفْخيذ في الجماع: تَحْمِيض. ويقال: أَحْمَضْت الرجلَ عن الأَمر حَوَّلْته عنه وهو من أَحْمَضَت الإِبلُ إِذا مَلَّتْ من رَعْي الخُلَّة، وهو الحُلْوُ من النبات، اشْتَهَت الحَمْضَ فتحوَّلَت إِليه؛ وأَما قول الأَغلب العجلي: لا يُحْسِنُ التَّحْمِيضَ إِلا سَرْدا فإِنه يريد التَّفْخِيذ. والتَّحْمِيضُ: الإِقلال من الشيء. يقال: حَمَّضَ لنا فلانٌ في القِرَى أَي قلَّل. ويقال: قد أَحْمَضَ القومُ إِحْماضاً إِذا أَفاضوا فيما يُؤْنِسُهم من الحديث والكلامِ كما يقال فَكِهٌ ومُتَفَكِّهٌ. وفي حديث ابن عباس: كان يقول إِذا أَفاضَ مَنْ عِنْده في الحديث بعد القرآن والتفسير: أَحْمِضُوا، وذلك لَمّا خافَ عليهم المَلالَ أَحَبَّ أَن يُرِيحَهم فأَمَرَهم بالإِحْماض بالأَخْذِ في مُلَح الكلام والحكايات. والحَمْضة: الشَّهْوة إِلى الشيء، وروى أَبو عبيدة في كتابه حديثاً لبعض التابعين وخرجه ابن الأَثير من حديث الزهري قال: الأُذُنُ مَجّاجَةٌ وللنفس حَمْضةٌ أَي شَهْوة كما تشتهي الإِبلُ الحَمْضَ إِذا مَلَّت الخُلَّة، والمَجَّاجَةُ: التي تمُجُّ ما تَسْمعه فلا تَعِيه إِذا وُعِظت بشيءٍ أَو نُهيَت عنه، ومع ذلك فلها شَهْوة في السماع؛ قال الأَزهري: والمعنى أَن الآذان لا تَعِي كلَّ ما تَسْمَعُه وهي مع ذلك ذات شَهْوَةٍ لما تَسْتَظْرِفُه من غرائبِ الحديث ونوادر الكلام. والحُمَّيْضى: نبت وليس من الحُموضة. وحَمْضة: اسم حَيِّ بَلْعاءَ بن قيس الليثي؛ قال: ضَمِنْتُ لِحَمْضَةَ جِيرانَه، وذِمَّةَ بَلْعاءَ أَن تُؤْكَلا معناه أَن لا تؤْكل. وبنو حُمَيْضة: بطن. وبنو حَمْضة: بطن من العرب من بني كنانة. وحُمَيْضة: اسم رجل مشهور من بني عامر بن صعصعة. وحَمْضٌ: ماءٌ معروف لبني تميم.
حوض: حاضَ الماءَ وغيرَه حَوْضاً وحَوَّضَه: حاطَه وجَمَعَه. وحُضْتُ أَحُوضُ:اتخذْتُ حَوْضاً. واسْتَحْوَض الماءُ: اجتمع. والحَوْضُ: مُجْتَمَعُ الماء معروف، والجمع أَحْواض وحِياض. وحَوْضُ الرسول، صلّى اللّه عليه وسلّم: الذي يَسْقِي منه أُمَّته يوم القيامة. حكى أَبو زيد: سَقاك الله بِحَوْض الرسول ومن حَوْضِه. والتَّحْوِيضُ: عمل الحَوْض. والاحْتِياضُ: اتخاذُه؛ عن ثعلب؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: طَمِعْنا في الثَّوابِ فكان جَوْراً، كمُحْتاضٍ على ظَهْرِ السَّرابِ واسْتَحْوَضَ الماءَ: اتخذ لنفسه حَوْضاً. وحَوْضُ المَوْتِ: مُجْتَمَعُه، على المثل، والجمع كالجمع. والمُحَوَّضُ، بالتشديد: شيءٌ يُجْعَلُ للنخلة كالحوْض يشرب منه. وفي حديث أُمّ إِسمعيل: لما ظَهر لها ماءُ زمزم جعلت تُحَوِّضُه أَي تجعله حَوْضاً يجتمع فيه الماء. ابن سيده: والمُحَوَّضُ ما يصْنَع حَوالَيِ الشجرة على شكل الشَّرَبَةِ؛ قال: أَما تَرى، بكل عَرْضٍ مُعْرِضِ، كلِّ رَداحٍ دَوْحةِ المُحَوَّضِ؟ ومنه قولهم: أَنا أُحَوِّضُ حول ذلك الأَمر أَي أَدُور حوله مثل أُحَوِّطُ. والمُحَوَّض: الموضع الذي يسمَّى حَوْضاً. وحَوْضَى: اسم موضع؛ قال أَبو ذؤيب: من وَحْشِ حَوْضَى يُراعِي الصَّيْدَ مُنْتَبِذاً، كأَنه كَوْكَبٌ، في الجَوِّ، مُنْحَرِدُ يعني بالصيد الوحش. ومُنْحَرِدٌ: منفردٌ عن الكواكب؛ قال ابن بري: ومثله لذي الرمة: كأَنَّا رَمَتْنا بالعُيونِ، التي نَرَى، جآذِرُ حَوْضَى من عُيونِ البَراقِع وأَنشد ابن سيده: أَوْ ذي وُشومٍ بحَوْضَى باتَ مُنْكَرِساً، في لَيْلةٍ من جُمادَى، أَخْضَلَتْ زِيمَا وفي الحديث ذكر حَوْضاء، بفتح الحاء والمد، وهو موضع بين وادي القُرَى وتبوك نزله سيدنا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم حين سار إِلى تبوك؛ قاله ابن إِسحق بالضاد. الأَصمعي: إِني لأَدُورُ حولَ ذلك الأَمر وأُحَوِّضُ وأُحَوِّطُ حوله بمعنى واحد.
حيض: الحَيْضُ: معروف. حاضَت المرأَة تَحِيضُ حَيْضاً ومَحِيضاً، والمَحِيض يكون اسماً ويكون مصدراً. قال أَُّو إِسحق: يقال حاضَت المرأَة تحِيضُ حَيْضاً ومَحَاضاً ومَحِيضاً، قال: وعند النحويين أَن المصدر في هذا الباب بابه المَفْعَل والمَفْعِل جَيِّدٌ بالغٌ، وهي حائض، هُمِزت وإِن لم تَجْر على الفعل لأَنه أَشبه في اللفظ ما اطرد همزه من الجاري على الفعل نحو قائم وصائم وأَشباه ذلك؛ قال ابن سيده: ويدلُّك على أَن عين حائِضٍ همزة، وليست ياء خالصة كما لعَلَّه يظنه كذلك ظانٌّ، قولُهم امرأَة زائِرٌ من زيارة النساء، أَلا ترى أَنه لو كانت العين صحيحة لوجب ظهورها واواً وأَن يقال زاوِر؟ وعليه قالوا: العائرُ للرَّمِد، وإِن لم يجر على الفعل لمّا جاءَ مجيء ما يجب همزه وإِعلالُه في غالب الأَمر، ومثله الحائشُ. الجوهري: حاضَت، فهي حائِضة؛ وأَنشد: رأَيتُ حُيونَ العامِ والعامِ قبْلَه كحائِضةٍ يُزْنَى بها غيرَ طاهِر وجمعُ الحائِض حَوائِضُ وحُيَّضٌ على فُعَّل. قال ابن خالويه: يقال حاضَتْ ونَفِست ونُفست ودَرَسَتْ وطَمِثَتْ وضَحِكَتْ وكادَتْ وأَكْبَرَتْ وصامَتْ. وقال المبرد: سُمِّيَ الحَيْضُ حَيْضاً من قولهم حاضَ السيلُ إِذا فاضَ؛ وأَنشد لعمارة بن عقيل: أَجالَتْ حَصاهُنَّ الذَّوارِي، وحَيَّضَت عليْهنَّ حَيْضاتُ السُّيولِ الطَّواحِم والذَّوارِي والذاريات: الرياح. والحَيْضة: المرة الواحدة من دُفَع الحَيْض ونُوَبِه، والحَيْضات جماعة، والحِيضة الاسم، بالكسر، والجمع الحِيَضُ، وقيل: الحِيضةُ الدم نفسه. وفي حديث أُم سلمة: ليست حِيضتُك في يَدِك؛ الحِيضةُ، بالكسر: الاسم من الحَيْض والحال التي تلزمها الحائض من التجنب والتحيُّض كالجِلْسة والقِعْدة من الجلوس والقعود. والحِيَاضُ: دمُ الحَيْضَة؛ قال الفرزدق: خَواقُ حِياضهن تَسِيلُ سَيْلاً، على الأَعْقابِ، تَحْسِبُه خِضابا أَراد خَواقّ فخفّف. وتَحَيَّضت المرأَةُ: تركت الصلاةَ أَيام حيضها. وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال للمرأَة: تَحَيَّضي في علم اللّه سِتّاً أَو سَبْعاً؛ تَحَيَّضت المرأَةُ إِذا قعدت أَيام حَيْضتِها تنتظر انقطاعه، يقول: عُدِّي نَفْسَك حائضاً وافعلي ما تفعل الحائضُ، وإِنما خصَّ السِّتّ والسبع لأَنهما الغالب على أَيام الحَيْض. واسْتُحِيضَت المرأَةُ أَي استمرَّ بها الدمُ بعد أَيامها، فهي مُسْتَحاضة، والمُسْتَحاضة: التي لا يَرْقَأُ دمُ حَيْضِها ولا يَسِيلُ من المَحِيض ولكنه يسيلُ من عِرْقٍ يقال له العاذِل، وإِذا اسْتُحِيضَت المرأَةُ في غير أَيام حَيْضِها صَلَّتْ وصامَتْ ولم تَقْعُدْ كما تَقْعُد الحائض عن الصلاة. قال اللّه عزّ وجلّ: ويسأَلونك عن المَحِيض قل هو أَذىً فاعْتَزِلوا النساء في المَحِيض؛ قيل: إِن المَحِيضَ في هذه الآية المَأْتَى من المرأَة لأَنه موضع الحَيْضِ فكأَنه قال: اعتزلوا النساءَ في موضع الحَيْضِ ولا تُجامِعوهن في ذلك المكان. وفي الحديث: إِن فُلانةَ اسْتُحِيضَت؛ الاستحاضةُ: أَن يستمرَّ بالمرأَة خروجُ الدم بعد أَيام حَيْضِها المُعْتاد. يقال: اسْتُحِيضت، فهي مُسْتَحاضةٌ، وهو استفعال من الحَيْض. وحاضَت السَّمُرة: خرج منها الدُّوَدِمُ، وهو شيءٌ شبه الدم، وإِنما ذلك على التشبيه. وقال غيره: حاضت السَّمُرةُ تَحِيضُ حَيْضاً، وهي شجرة يسيل منها شيءٌ كالدم. الأَزهري: يقال حاضَ السيلُ وفاضَ إِذا سال يَحِيضُ ويَفيض؛ وقال عمارة: أَجالَت حَصاهُنَّ الذَّوارِي، وحَيَّضَت عليهنَّ حَيْضات السُّيولِ الطَّواحِم معنى حَيَّضَت: سيَّلت. والمَحِيض والحَيْض: اجتماع الدم إِلى ذلك المكان، قال: ومن هذا قيل للحَوْض حَوْضٌ لأَن الماء يَحِيض إِليه أَي يَسِيل، قال: والعرب تُدْخِلُ الواوَ على الياء والياءَ على الواو لأَنهما من حيِّز واحد، وهو الهواء، وهما حرفا لين، وقال اللحياني في باب الصاد والضاد: حاصَ وحاضَ بمعنى واحد، وكذلك قال ابن السكيت في باب الصاد والضاد. وقال أَبو سعيد: إِنما هو حاضَ وجاضَ بمعنى واحد. ويقال: حاضَت المرأَة وتحَيَّضَت ودَرَسَتْ وعَرَكَتْ تَحِيضُ حَيْضاً ومَحاضاً ومَحِيضاً إِذا سال الدم منها في أَوقات معلومة، فإِذا سال في غير أَيام معلومة ومن غير عرق المَحيض قلت: اسْتُحِيضَت، فهي مُسْتَحاضة، وقد تكرر ذكر الحَيْضِ وما تصرَّف منه من اسم وفعل ومصدر وموضع وزمان وهيئة في الحديث؛ ومن ذلك قوله، صلّى اللّه عليه وسلّم: لا تُقْبَل صلاة حائض إِلاَّ بِخِمارٍ أَي بَلَغَت سنَّ المَحِيض وجرى عليها القلم. ولم يُرِدْ في أَيام حَيْضِها لأن الحائِضَ لا صلاة عليها. والحِيضَة: الخِرْقة التي تَسْتَثْفِرُ بها المرأَة؛ قالت عائشة، رضي الله عنها: لَيْتَنِي كنتُ حِيضةً مُلْقاةً؛ وكذلك المَحِيضة، والجمع المَحايِضُ. وفي حديث بئر بُضاعة: تلقى فيها المَحايِض؛ وقيل: المَحايضُ جمع المَحِيض، وهو مصدر حاضَ، فلما سمِّي به جَمعه، ويقع المَحِيضُ على المصدر والزمان والدم.
خرض: الليث: الخَرِيضةُ الجارِيةُ الحَدِيثةُ السنِّ الحَسَنةُ البيضاءُ التارَّةُ، وجمعها خَرائِضُ؛ قال الأَزهري: لم أَسمع هذا الحرف لغير الليث.
خضض: الخَضَضُ: السَّقَطُ في المَنْطِق، ويوصف به فيقال: مَنْطِقٌ خَضَضٌ. والخَضَضُ: الخَرَز الأَبيض الصِّغارُ الذي تَلْبَسُه الإِماءُ؛ قال الشاعر: وإِنَّ قُرُومَ خَطْمَة أَنْزَلَتْنِي بِحَيْثُ يُرَى، مِن الخَضَضِ، الخُرُوتُ وهذا مثل قول أَبي الطَّمَحانِ القَيْني: أَضاءَتْ لَهُمْ أَحْسابُهُمْ وَوُجُوهُهُمْ دُجَى اللَّيلِ، حَتَّى نَظَّمَ الجَِزْعَ ثاقِبه والخَضاضُ: الشيءُ اليَسيرُ من الحُلِيّ؛ وأَنشد القنانيّ: ولو أَشْرَفَتْ مِنْ كُفَّةِ السِّترِ عاطِلاً، لَقُلْتَ: غَزالٌ ما عَلَيْه خَضاضُ قال ابن بري: ومثله قول الآخر: جاريةٌ، في رَمضانَ المَاضِي، تُقَطِّعُ الحَدِيثَ بِالإِيماضِ مِثْلُ الغَزالِ زِينَ بِالخَضاضِ، قَبَّاءٌ ذاتُ كَفَلٍ رَضْراضِ والخَضاضُ: الأَحْمَقُ. ورجل خَضاضٌ وخَضاضَةٌ أَي أَحْمَقُ. ومكانٌ خَضِيضٌ وخُضاخِضٌ: مَبْلولٌ بالماء، وقيل: هو الكثير الماء والشجر؛ قال ابن وداعة الهُذَليّ: خُضاخِضةٌ بخَضِيعِ السُّيُو لِ قَدْ بَلَغَ الماءُ جَرْجارَها وهذا البيت أَورد الجوهري عَجزه: قد بلغَ السيلُ حِذْفارَها وقال ابن بري: إِن البيت لحاجز بن عوف، وحِذْفارها: أَعْلاها. الليث: خَضْخَضْتُ الأَرضَ إِذا قَلَبْتَها حتى يصير موضعها مُثاراً رخْواً إِذا وصل الماءُ إِليها أَنْبَتَتْ. والخَضِيضُ: المكانُ المُتَتَرِّبُ تَبُلُّه الأَمطارُ. والخَضْخَضَةُ: أَصلُها مِن خاضَ يَخُوضُ لا مِنْ خَضَّ يَخُضُّ. يقال: خَضْخَضْتُ دَلْوي في الماء خَضْخَضَةً. وخَضْخَضَ الحمارُ الأَتانَ إِذا خالطها، وأَصله من خاضَ يَخُوضُ إِذا دخل الجوفَ من سلاح وغيره؛ ومنه قول الهذلي: فَخَضْخَضْتُ صُفْنيَ في جَمِّه خِياضَ المُدابِرِ قِدْحاً عَطُوفَا أَلا تراه جعل مصدره الخِياضَ وهو فِعالٌ من خاضَ؟ والخَضْخَضَةُ: تحريك الماء ونحوه. وخَضْخَضَ الماءَ ونحوه: حرَّكه، خَضْخَضْتُه فَتَخَضْخَضَ. الخَضْخاضُ: ضرب من القَطِران تُهْنَأُ به الإِبل، وقيل: هو ثُفْل النِّفْط، وهو ضرْب من الهناء؛ وأَنشد ابن بري لرؤبة: كأَنَّما يَنْضَخْنَ بالخَضْخاضِ وكلُّ شيءٍ يتحرَّك ولا يُصوِّتُ خُثُورةً يقال: إِنه يَتَخَضْخَضُ حتى يقال وجَأَه بالخَنْجَر فَخَضْخَضَ به بطنه. قال أَبو منصور: الخَضْخاضُ الذي تُهْنَأُ به الجَرْبَى ضَرْبٌ من النِّفْط أَسود رقيق لا خُثُورةَ فيه وليس بالقَطِران لأَن القَطِران عُصارةُ شجر معروف، وفيه خُثورة يُداوَى به دَبَر البعير ولا يطلى به الجَرَبُ، وشجرُه يَنْبُتُ في جبال الشام يقال له العَرْعَرُ، وأَمّا الخَضْخاضُ فإِنه دَسِمٌ رقيق يَنْبُع من عين تحت الأَرض. وبعير خُضاخِضٌ وخُضَخِضٌ وخُضْخُضٌ: يَتَمَخَّضُ من لِينِ البَدن والسِّمَن، وكذلك النَّبْتُ إِذا كان كثير الماء. قال الفراء: نبت خُضَخِضٌ وخُضاخِضٌ كثير الماء ناعِمٌ رَيّانُ. ورجل خُضْخُضٌ: يَتَخَضْخَضُ من السِّمَن، وقيل: هو العَظِيمُ الجَنْبَين. الأَزهري: الخُضاخِضُ من الرجال الضَّخْمُ الحَسَنُ مثل قُناقِنٍ وقَناقِنَ. والخَضاضُ: المِدادُ ونِقْسُ الدَّواةِ الذي يكتب به وربما جاءَ بكسر الخاء. والخَضاضُ: مَخْنَقَةُ السِّنَّوْرِ. والخَضَضُ: أَلوانُ الطعامِ. وقال شمر في كتابه في الرياح: الخُضاخِضُ زعم أَبو خيرة أَنها شرقية تَهُبُّ من المَشرِق ولم يعرفها أَبو الدُّقَيْش، وزعم المنتجع أَنها تَهُبُّ بين الصَّبا والدَّبُور وهي الشرقية أَيضاً والأَيْرُ؛ وقول النابغة يصف ملكاً: وكانتْ له رِبْعِبَّةٌ يَحْذَرُونها، إِذا خَضْخَضَتْ ماءَ السَّماء القَنابِلُ قال الأَصمعي: رِبْعِيَّةٌ غزوة في أَول أَوقات الغَزو وذلك في بقية من الشتاء، إِذا خَضْخَضَتْ ماءَ السماءِ القنابِلُ، يقول: إِذا وجدت الخيلُ ماء في الأَرض ناقعاً تشربه فتقطع به الأَرض وكان لها صِلة في الغزو؛ قال: لوْ وصَلَ الغَيْثُ لأَنْدَى امرئٍ، كانَتْ له قُبَّةُ سَحْقٍ بِجادْ يقول: يُفَرَّقُ عليه فيَخِرُّ بيتُه، قُبَّتُه، فيَتَّخِذ بيتاً من سَحْقِ بِجاد به أَن كانت له قبة. وقال في المضاعف: الخَضْخَضَةُ صورته صورة المُضاعَف، وأَصلها معتلّ. والخَضْخَضَةُ المنهيّ عنها في الحديث: هو أَن يُوشِيَ الرجل ذَكره حتى يُمْذِيَ. وسئل ابن عباس عن الخضخضة فقال: هو خير من الزنا ونكاح الأَمة خير منه، وفسر الخضخضة بالاسْتِنْماءِ، وهو استنزال المنيّ في غير الفرج، وأَصل الخضخضة التحريك، واللّه أَعلم.
خفض: في أَسماء اللّه تعالى الخافِضُ: هو الذي يَخْفِضُ الجبّارِينَ والفراعنة أَي يضَعُهم ويُهِينُهم ويخفض كل شيءٍ يريد خَفْضَه. والخَفْضُ: ضِدُّ الرفْع. خَفَضَه يَخْفِضُه خَفْضاً فانْخَفَضَ واخْتَفَضَ. والتَّخْفِيضُ: مدّك رأْس البعير إِلى الأَرض؛ قال: يَكادُ يَسْتَعْصي على مُخَفِّضِهْ وامرأَة خافِضَةُ الصوت وخَفِيضَةُ الصوت: خَفِيَّتُه لَيِّنَتُه، وفي التهذيب: ليست بسَلِيطةٍ، وقد خَفَضَتْ وخَفَضَ صوتُها: لانَ وسَهُلَ. وفي التنزيل العزيز: خافِضةٌ رافِعةٌ؛ قال الزجاج: المعنى أَنها تَخْفِضُ أَهل المعاصي وترفع أَهل الطاعة، وقيل: تخفض قوماً فتَحُطُّهم عن مَراتِب آخرين ترفعهم إِليها، والذين خُفِضُوا يَسْفُلُون إِلى النَّارِ، والمرفوعون يُرْفَعُون إِلى غرف الجنان. ابن شميل في قول النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، إِن اللّه يخفض القِسْط ويَرْفَعُه، قال: القسطُ العَدْل ينزله مرة إِلى الأَرض ويرفعه أُخرى. وفي التنزيل العزيز: فمن ثَقُلَتْ مَوازِينُه خُفِضَت ومن خَفَّتْ موازينه شالت. غيره: خَفْضُ العَدْل ظهور الجَور عليه إِذا فسد الناس، ورفعُه ظهوره على الجوار إِذا تابوا وأَصلحوا، فَخَفْضُه من اللّه تعالى اسْتعتابٌ ورَفْعُه رِضاً. وفي حديث الدجال: فَرَفَّع فيه وخَفَّضَ أَي عظَّم فِتْنَتَه ورفعَ قدرها ثم وهَّنَ أَمره وقدره وهوَّنه، وقيل: أَراد أَنه رفَع صوته وخفَضَه في اقتِصاصِ أَمره، والعرب تقول: أَرض خافِضةُ السُّقْيا إِذا كانت سَهْلَة السُّقْيا، ورافعةُ السقيا إِذا كانت على خلاف ذلك. والخَفْضُ: الدَّعةُ، يقال: عيش خافِضٌ. والخَفْضُ والخفيضةُ جميعاً: لين العيش وسعته. وعيش خَفْضٌ وخافِضٌ ومخفوض وخفيض: خصيب في دَعةٍ وخصْبٍ ولِين، وقد خَفُضَ عَيشُه؛ وقول هميان بن قحافة:بانَ الجميعُ بعْدَ طُولِ مَخْفِضِهْ قال ابن سيده: إِنما حكمه بعد طول مَخْفَضه كقولك بعد طول خَفْضِه لكن هكذا روي بالكسر وليس بشيءٍ. ومَخْفِضُ القوم: الموضع الذي هم فيه في خَفْض ودَعةٍ، وهم في خَفْضٍ من العَيْش؛ قال الشاعر: إِنَّ شَكْلي وإِنَّ شكْلَكِ شَتَّى، فالزَمي الخُصَّ واخفِضي تَبْيَضِضِّي أَراد تَبْيَضِّي فزاد ضاداً إِلى الضادين. ابن الأَعرابي: يقال للقوم هم خَافِضُون إِذا كانوا وادِعينَ على الماء مقيمين، وإِذا انْتَجعوا لم يكونوا في النُّجْعةِ خافضين لأَنهم يَظْعَنُون لطَلَبِ الكَلإِ ومَساقِطِ الغَيْثِ. والخَفْضُ: العيش الطيب. وخَفِّضْ عليك أَي سَهِّلْ. وخَفِّضْ عليك جأْشك أَي سكِّن قلبك. وخَفَضَ الطائرُ جناحه: أَلانَهُ وضمَّه إِلى جنبه ليسكن من طيرانه، وخَفَضَ جناحَه يخْفِضه خفْضاً: أَلان جانبه، على المثل بِخَفْض الطائر لجناحه. وفي حديث وفد تميم: فلما دخلوا المدينة بَهَشَ إِليهم النساء والصبيان يبكون في وجوههم فأَخْفَضَهم ذلك أَي وضعَ منهم؛ قال ابن الأَثير: قال أَبو موسى أَظن الصواب بالحاء المهملة والظاء المعجمة، أَي أَغْضَبَهم. وفي حديث الإِفك: ورسول اللّه صلى الله عليه وسلم يُخَفِّضُهم أَي يُسَكِّنُهم ويُهَوِّن عليهم الأَمر، من الخَفْضِ الدَّعةِ والسكون. وفي حديث أَبي بكر قال لعائشة، رضي اللّه عنهما، في شأْن الإِفك: خَفِّضي عليك أَي هَوِّني الأَمر عليكِ ولا تَحْزَني له. وفلان خافِضُ الجَناحِ وخافِضُ الطير إِذا كانَ وقوراً ساكناً. وقوله تعالى: واخفِضْ لهما جَناحَ الذُّلِّ من الرَّحْمة؛ أَي تواضَعْ لهما ولا تتعزز عليهما. والخافِضةُ: الخاتِنةُ. وخَفَضَ الجارية يَخْفِضُها خَفْضاً: وهو كالخِتان للغلام، وأَخْفَضَتْ هي، وقيل: خَفَض الصبيِّ خَفْضاً خَتَنه فاستعمل في الرجل، والأَعْرَفُ أَن الخَفْضَ للمرأَة والخِتانَ للصبيّ، فيقال للجارية خُفِضَتْ، وللغلامِ خُتِنَ، وقد يقال للخاتن خافض، وليس بالكثير. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لأُم عطية: إِذا خَفَضْتِ فأَشمِّي أَي إِذا خَتَنْتِ الجاريةَ فلا تَسْحَتي الجاريةَ. والخَفْضُ: خِتانُ الجارية. والخَفْضُ: المُطْمَئِنُّ من الأَرض، وجمعه خُفُوضٌ. والخافِضَة: التَّلْعةُ المطمئنة من الأَرض والرافِعةُ المتْنِ من الأَرض. والخَفْضُ: السَّير الليِّنُ وهو ضد الرفع. يقال: بيني وبينك ليلة خافِضةٌ أَي هَيِّنَةُ السير؛ قال الشاعر: مَخْفُوضُها رَوْلٌ، ومَرْفُوعُها كَمَرِّ صَوْبٍ لَجِبٍ وَسْطَ ريح قال ابن بري: الذي في شعره: مَرْفُوعُها زَوْلٌ ومَخْفُوضُها والزَّوْلُ: العَجَب أَي سيرها الليِّن كَمَرِّ الريح، وأَما سيرها الأَعلى وهو المرفوع فعجب لا يُدْركُ وصْفُه. وخَفْضُ الصوت: غضُّه. يقال: خَفِّضْ عليك القول. والخفضُ والجرُّ واحد، وهما في الإِعراب بمنزلة الكسر في البناء في مواصفات النحويين. والانخِفاضُ: الانحِطاطُ بعد العُلُوِّ، واللّه عزّ وجلّ يَخْفِضُ من يشاء ويَرْفَعُ من يشاء؛ قال الراجز يهجو مُصَدّقاً، وقال ابن الأَعرابي: هذا رجل يخاطب امرأَته ويهجو أَباها لأَنه كان أَمهرها عشرين بعيراً كلها بنات لبون، فطالبه بذلك فكان إِذا رأَى في إِبله حِقَّة سمينة يقول هذه بنت لَبون ليأْخذها، وإِذا رأَى بنت لَبون مهزولة يقول هذه بنت مخاض ليتركها؛ فقال: لأَجْعَلَنْ لابْنَةِ عَثْم فَنّا، مِنْ أَينَ عِشْرُونَ لها مِنْ أَنَّى؟ حتى يَكُونَ مَهْرُها دُهْدُنّا، يا كَرَواناً صُكَّ فَاكْبَأَنّا فَشَنَّ بالسَّلْحِ، فَلَمّا شَنّا، بَلَّ الذُّنابَى عَبَساً مُبِنّا أَإِبِلي تَأْكُلُها مُصِنّا، خافِضَ سِنِّ ومُشِيلاً سِنّا؟ وخَفَضَ الرجلُ: مات، وحكى ابن الأَعرابي: أُصِيبَ بِمَصَائِب تَخْفِضُ المَوْتَ أَي بمصائب تُقَرِّبُ إِليه المَوْتَ لا يُفْلِتُ مِنْها.
خفرضض: ابن بري خاصة: خَفَرْضَضٌ اسم جبل بالسّراةِ في شِقِّ تهامة يقال إِلْبُ خَفَرْضَضٍ، وهو شجر تُسَمُّ به السباع. رأَيت بخط الشيخ رضي الدين الشاطبي في حاشية أَمالي ابن بري قال: الإِلْبُ شجرة شَاكَةٌ كأَنها شجرة الأُتْرُجّ ومَنابِتُها ذُرى الجبال، وهي خَشِنة يؤخذ خضمتها وأَطراف أَفنانها فتدق رَطْباً ويُقْشَبُ به اللحم ويطرح للسباع كلها فلا يُلْبِثُها إِذا أَكلته، فإِن هي شمته ولم تأْكله عميت عنه وصُمَّت منه اهـ. وقد ذكرت في المحكم في حرف الحاء المهملة، وقد تقدم.
خوض: خاض الماءَ يَخُوضه خَوْضاً وخِياضاً واخْتاضَ اخْتِياضاً واخْتاضَه وتَخَوَّضَه: مَشَى فيه؛ أَنشد ابن الأَعرابي: كأَنه في الغَرْضِ، إِذْ تَرَكَّضَا، دُعْمُوصُ ماءٍ قَلَّ ما تَخَوَّضَا أَي هو ماء صافٍ، وأَخاضَ فيه غيره وخَوَّضَ تَخْويضاً. والخَوْضُ: المَشْيُ في الماء، والموضع مَخاضةٌ وهي ما جازَ الناسُ فيها مُشاةً ورُكْباناً، وجمعها المَخاضُ والمَخاوِضُ أَيضاً؛ عن أَبي زيد. وأَخَضْتُ في الماء دابَّتي وأَخاضَ القومُ أَي خاضَتْ خيلُهم في الماء. وفي الحديث: رُبَّ مُتَخَوِّضٍ في مال اللّه تعالى؛ أَصْل الخَوْض المشيُ في الماء وتحريكُه ثم استعمل في التلبس بالأَمر والتصرف فيه، أَي رُبَّ متصرف في مال الله تعالى بما لا يرضاه اللّه، والتَّخَوُّضُ تفعُّل منه، وقيل: هو التخليط في تحصيله من غير وجهه كيف أَمكن. وفي حديث آخر: يَتَخَوَّضُون في مال الله تعالى. والخَوْضُ: اللَّبْسُ في الأَمر. والخَوْضُ من الكلام: ما فيه الكذب والباطل، وقد خاضَ فيه. وفي التنزيل العزيز: وإِذا رأَيْتَ الذين يَخُوضون في آياتنا. وخاضَ القومُ في الحديث وتَخاوَضُوا أَي تفاوضوا فيه. وأَخاضَ القومُ خيلَهم الماءَ إِخاضةً إِذا خاضوا بها الماء. والمَخاضُ من النهر الكبير: الموضعُ الذي يَتخَضْخَضُ ماؤُه فَيُخاضُ عند العُبور عليه، ويقال المَخاضَةُ، بالهاء أَيضاً. والمِخْوَضُ للشراب: كالمِجْدَحِ للسَّويق، تقول منه: خُضْتُ الشرابَ. والمِخْوَضُ: مِجْدَحٌ يُخاضُ به السَّوِيقُ. وخاضَ الشرابَ في المِجْدَحِ وخَوَّضَه. خلَطه وحَرَّكَهُ؛ قال الحطيئة يصف امرأَة سَمَّتْ بَعْلَها: وقالتْ: شَرابٌ بارِدٌ فاشْرَبَنّه، ولم يَدْرِ ما خاضَتْ له في المَجادِح والمِخْوَضُ: ما خُوِّضَ فيه. وخُضْتُ الغَمراتِ: اقْتَحَمْتُها: ويقال: خاضَه بالسيف أَي حَرَّكَ سيْفه في المَضْرُوبِ. وخَوَّضَ في نَجِيعِه: شُدِّدَ للمبالغة. ويقال: خُضْتُه بالسيف أَخُوضُه خَوْضاً وذلك إِذا وضعت السيف في أَسفل بطنه ثم رفعته إِلى فوق. وخاوَضَه البيعَ: عارضه؛ هذه رواية عن ابن الأَعرابي، ورواية أَبي عبيد عن أَبي عمرو بالصاد. والخِياضُ: أَن تُدْخِلَ قِدْحاً مُسْتعاراً بين قِداح المَيْسِرِ يُتَيَمَّنُ به، يقال: خُضْتُ في القِداحِ خِياضاً، وخاوَضْتُ القِداحَ خِواضاً؛ قال الهذلي: فَخَضْخَضْتُ صُفْنيَ في جَمِّه، خِياضَ المُدابِرِ قِدْحاً عَطُوفَا خَضْخَضْتُ تكرير من خاضَ يَخوضُ لما كرره جعله متعدياً. والمُدابِرُ: المَقْمور يُقْمَرُ فيستعير قِدْحاً يَثِقُ بفوزه ليعاوِدَ من قَمَره القِمارَ. ويقال للمَرْعَى إِذا كثُر عُشْبُه والتَفّ: اخْتاضَ اخْتِياضاً؛ وقال سلمة بن الخُرْشُبِ: ومُخْتاض تَبِيضُ الرُّبْدُ فِيه، تُحُوميَ نَبْتُه فَهْوَ العَمِيمُ أَبو عمرو: الخَوْضةُ اللُّؤْلُؤَةُ. وخَوْضُ الثَّعْلَب: موضع باليمامة، حكاه ثعلب.
خيض: النوادر: سيف خَيِّضٌ إِذا كان مخلوطاً من حديد أَنِيثٍ وحديد ذَكِير.
دأض: أَهمله الليث؛ وأَنشد الباهلي في المعاني: وقَدْ فَدَى أَعْناقَهُنَّ المَحْضُ والدَّأْضُ، حتى لا يكونَ غَرْضُ قال: يقول فَداهُنَّ أَلبانُهنَّ من أَن يُنْحرن، قال: والغَرْضُ أن يكون في جلودها نقصان. قال: والدَّأَضُ والدَّأَصُ، بالضاد والصاد، أَن لا يكون في جلودها نقصان، وقد دَئِضَ يَدْأَضُ دَأْضاً ودَئِصَ يَدْأَصُ دَأَصاً؛ قال أَبو منصور ورواه أَبو زيد: والدَّأْظُ حتى لا يكون غَرْض قال: وكذلك أَقرأَنيه المنذري عن أَبي الهيثم، وسنذكره في موضعه.
دحض: الدَّحْضُ: الزَّلَقُ، والإِدْحاضُ: الإِزْلاقُ، دَحَضَتْ رِجْل البعير، وفي المحكم: دَحَضَتْ رِجله، فلم يُخَصِّص، تَدْحَضُ دَحْضاً ودُحُوضاً زَلِقَتْ، ودَحَضَها وأَدْحَضَها أَزْلَقَها. وفي حديث وَفْد مَذْحِجٍ: نُجَباء غيرُ دُحَّضِ الأَقْدامِ؛ الدُّحَّضُ: جمع داحِضٍ وهم الذين لا ثبات لهم ولا عزيمة في الأُمور. وفي حديث الجمعة: كرهت أَن أُخْرِجَكم فتمشون في الطين والدَّحْض أَي الزلَق. وفي حديث أَبي ذر: أَن خليلي صلى الله عليه وسلم قال: إِن دون جِسْرِ جَهَنَّم طريقاً ذا دَحْضٍ. وفي حديث الحجاج في صفة المطر: فَدَحَضَتِ التِّلاع أَي صيَرَّتَها مَزْلَقةً، ودَحَضَتْ حُجَّتُه دُحُوضاً: كذلك على المثل إِذا بطلت، وأَدْحَضَها الله. قال اللّه تعالى: حُجَّتهم داحِضة. وأَدْحَضَ حُجَّته إِذا أَبطلها. والدَّحْضُ: الماء الذي يكون عنه الزلَق. وفي حديث معاوية قال لابن عمر: لا تزال تَأْتِينا بِهَنةٍ تَدْحَضُ بها في بولك أَي تَزْلَقُ، ويروى بالصاد، أَي تبحث فيها برجلك. ودَحَضَ برجله ودَحَصَ إِذا فَحَصَ برجله. ومكان دَحْضٌ إِذا كان مَزَلَّة لا تثبت عليها الأَقدامُ. ومَزلَّة مِدْحاضٌ: يُدْحَضُ فيها كثيراً. ومكانٌ دَحْضٌ ودَحَضٌ، بالتحريك أَيضاً: زَلِقٌ؛ قال الراجز يصف ناقته: قد تَرِدُ النِّهْيَ تَنَزَّى عُوَمُه، فَتَسْتَبِيحُ ماءَهُ فَتَلْهَمُه، حَتَّى يَعُودَ دَحَضاً تَشَمَّمُهْ عُوَمُه: جمع عُومة لدوَيْبَّة تغوص في الماء كأَنها فصّ أَسود، وشاهد الدحض بالتسكين قول طرفة: رَدِيتُ ونَجَّى اليَشْكُرِيّ حذارُه، وحادَ كما حادَ البَعِيرُ عن الدَّحْضِ والدَّحْضُ: الدفْع. والدَّحِيضُ: اللحم. ودَحَضَتِ الشمس عن بطن السماء إِذا زالت عن وسط السماء تَدْحَضُ دَحْضاً ودُحُوضاً. وفي حديث مواقيت الصلاة: حتى تَدْحَضَ الشمسُ أَي تزول عن كَبِدِ السماء إِلى جهة الغرب كأَنها دَحَضَتْ أَي زَلِقَتْ. ودَحِيضَةُ: ماءٌ لبني تميم؛ قال ابن سيده: ودُحَيْضَةُ موضع؛ قال الأَعشى: أَتَنْسَيْنَ أَيّاماً لنا بِدُحَيْضةٍ، وأَيّامَنا بَينَ البَدِيِّ فَثَهْمَدِ؟
دحرض: الدُّحْرُضان: موضعان أَحدهما دُحْرُضٌ والآخر وسِيعٌ؛ قال عنترة: شَرِبَتْ بماءِ الدُّحْرُضَينِ، فأَصْبَحَتْ زَوْراءَ تَنْفِرُ عنْ حِياضِ الدَّيْلم وقال الجوهري: الدُّحْرُضان اسم موضع، وأَنشد بيت عنترة وقال بعد البيت: ويقال وَسِيعٌ ودُحْرُضٌ ماءَان ثنّاهما بلفظ الواحد كما يقال القَمران؛ قال ابن بري: الصحيح ما قاله أَخيراً. وحكي عن أَبي محمد الأَعرابي المعروف بالأَسود قال: الدُّحْرُضان هما دُحْرُضٌ ووَسِيعٌ وهما ماءَان، فدُحْرُضٌ لآل الزِّبْرقانِ بن بَدْر، ووسيع لبني أَنْفِ النّاقة؛ وأَما قوله عن حِياضِ الدَّيْلم فهي حياض الديلم بن باسِلِ ابن ضَبَّةَ، وذلك أَنه لما سار باسِلٌ إِلى العراق وأَرض فارس استخلف ابنه على أَرض الحجاز فقام بأَمر أَبيه وحَمَى الأَحْماء وحَوَّضَ الحِياضَ، فلما بلغه أَن أَباه قد أَوغل في أٌَّض فارس أَقبل بمن أَطاعه إِلى أَبيه حتى قدم عليه بأَدْنَى جبال جَيْلانَ، ولما سار الديلم إِلى أَبيه أَوْحَشَتْ دِيارُه وتَعَفَّتْ آثاره فقال عنترة البيت يذكر ذلك.
دخض: الدَّخْضُ: سِلاحُ السِّباعِ وقد يغلَّب على سلاح الأَسَد، وقد دَخَضَ دَخْضاً.
دفض: دَفَضَه دَفْضاً: كسَره وشدَخَه؛ يمانية؛ قال ابن دريد: وأَحسبهم يستعملونها في لحاء الشجر إِذا دُقَّ بين حجرين.
دكض: الدَّكِيضَضُ: نهر، بلغة الهند.
ربض: رَبَضَتِ الدابَّةُ والشاة والخَرُوفُ تَرْبِضُ رَبْضاً ورُبُوضاً وربْضةً حَسَنَة، وهو كالبُروك للإِبل، وأَرْبَضَها هو وربَّضَها. ويقال للدابة: هي ضَخْمَةُ الرِّبْضةِ أَي ضَخْمَةُ آثارِ المرْبض؛ ورَبَضَ الأَسَد على فَرِيسته والقِرْنُ على قِرْنِه، وأَسَدٌ رابِضٌ ورَبّاضٌ؛ قال:لَيْثٍ على أَقْرانِه رَبّاضِ ورجلٌ رابِضٌ: مَرِيضٌ، وهو من ذلك. والرَّبِيضُ: الغنم في مرابِضِها كأَنه اسم للجمع؛ قال امرؤ القيس: ذَعَرْتُ به سِرْباً نَقِيّاً جُلودُه، كما ذَعَرَ السِّرْحانُ جَنْبَ الرَّبِيضِ والرَّبِيضُ: الغنم برُعاتها المجتمعة في مَرْبِضها. يقال: هذا رَبِيضُ بني فلان. وفي حديث معاوية: لا تبعثوا الرابِضَينِ التُّركَ والحبَشةَ أَي المِقيمَيْن الساكِنَينِ، يريد لا تُهَيِّجوهم عليكم ما داموا لا يَقْصِدُونكم. والرَّبِيضُ والرِّبْضةُ: شاء بِرُعاتِها اجتمعت في مَرْبِضٍ واحد. والرِّبْضةُ: الجماعة من الغنم والناس وفيها رِبْضَةٌ من الناس، والأَصل للغنم. والرَّبَضُ: مَرابِض البقر. ورَبَضُ الغنم: مأْواها؛ قال العجاج يصف الثور الوحشيّ: واعْتادَ أَرْباضاً لها آرِيُّ، مِنْ مَعْدِنِ الصِّيرانِ، عُدْمُلِيُّ العُدْمُلِيُّ: القديم. وأَراد بالأَرْباض جمع رَبَض، شبَّه كِناسَ الثور بمأْوَى الغنم. والرُّبوضُ: مصدر الشيء الرابِضِ. وقوله صلى الله عليه وسلم للضحاك بن سفيان حين بعثه إِلى قومه: إِذا أَتيتَهُم فارْبِضْ في دارِهم ظَبْياً؛ قال ابن سيده: قيل في تفسيره قولان: أَحدهما، وهو قول ابن قتيبة عن ابن الأَعرابي، أَنه أَراد أَقِمْ في دارهم آمِناً لا تَبْرَحْ كما يُقِيم الظَّبْي الآمِنُ في كِناسِه قد أَمِنَ حيث لا يرى أَنيساً، والآخر، وهو قول الأَزهري: أَنه صلى الله عليه وسلم أَمره أَن يأْتيهم مُسْتَوْفِزاً مُسْتَوْحِشاً لأَنهم كفَرةٌ لا يَأْمَنُهم، فإِذا رابَه منهم رَيْبٌ نَفَرَ عنهم شارِداً كما يَنْفِرُ الظبي، وظَبْياً في القولين منتصب على الحال، وأَوقع الاسم موقع اسم الفاعل كأَنه قدّره متظبياً؛ قال: حكاه الهرويّ في الغريبين. وفي الحديث: أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مثَلُ المنافِقِ مثلُ الشاة بين الرَّبَضَينِ إِذا أَتتْ هذه نَطَحَتْها، ورواه بعضهم: بين الرَّبِيضَينِ، فمن قال بين الرَّبَضَينِ أَراد مَرْبِضَيْ غَنَمَين، إِذا أَتتْ مَرْبِضَ هذه الغنم نطحها غنمه، ومن رواه بين الرَّبِيضَينِ فالربِيضُ الغنم نفسها، والرَّبَضُ موضِعها الذي تَرْبِضُ فيه، أَراد أَنه مُذَبْذَبٌ كالشاة الواحدة بين قطيعين من الغنم أَو بين مَرْبِضَيْهِما؛ ومنه قوله: عَنَتاً باطِلاً وظُلْماً، كما يُعْـ *** ـتَرُ عن حَجْرَةِ الرَّبِيضِ الظِّباءُ وأَراد النبي صلى الله عليه وسلم بهذا المثل قول اللّه عزّ وجلّ: مذبذبين بين ذلك لا إِلى هؤُلاء ولا إِلى هؤُلاء. قالوا: رَبَضُ الغنم مأْواها، سُمِّيَ رَبَضاً لأَنها تَرْبِضُ فيه، وكذلك رَبَضُ الوَحْش مأْواهُ وكِناسُه. ورجل رُبْضَة ومُتَرَبِّضٌ: مُقِيمٌ عاجز. ورَبَضَ الكبشُ: عَجز عن الضِّرابِ، وهو من ذلك؛ غيره: رَبَضَ الكبشُ رُبُوضاً أَي حَسَرَ وتَرَكَ الضِّرابَ وعَدَلَ عنه ولا يقال فيه جَفَرَ. وأَرْنَبةٌ رابِضةٌ: ملتزقة بالوجه. وربض الليل: أَلقى بنفسه، وهذا على المثل؛ قال: كأَنَّها، وقد بَدَا عُوارِضُ، والليلُ بَينَ قَنَوَيْنِ رابِضُ، بِجَلْهَةِ الوادِي، قَطاً رَوابِضُ وقيل: هو الدُّوّارةُ من بطن الشاء. ورَبَضُ الناقة: بطنها، أُراه إِنما سمي بذلك لأَن حِشْوَتَها في بطنها، والجمع أَرْباض. قال أَبو حاتم: الذي يكون في بطون البهائم مُتَثَنِّياً المَرْبِضُ، والذي أَكبر منها الأَمْغالُ، واحدها مُغْل
، والذي مثل الأَثْناء حَفِثٌ وفَحِثٌ، والجمع أَحفاثٌ وأَفحاثٌ. وربَّضْتُه بالمكان: ثَبَّتُّه. اللحياني: يقال إِنه لرُبُضٌ عن الحاجات وعن الأَسفار على فُعُل أَي لا يخرج فيها. والرَّبَضُ والرُّبُضُ والرُّبَضُ: امرأَة الرجل لأَنها تُرَبِّضُه أَي تُثَبِّتُه فلا يبرح. ورَبَضُ الرجل ورُبْضُه: امرأَته. وفي حديث نَجَبةَ: زوَّج ابنتَه من رجل وجَهَّزَها وقال لا يَبِيتُ عَزَباً وله عندنا رَبَضٌ؛ رَبَضُ الرجل: امرأَتُه التي تقوم بشأْنه، وقيل: هو كل من اسْتَرَحْتَ إِليه كالأُمّ والبنت والأُخت وكالغنم والمَعيشةِ والقُوت. ابن الأَعرابي: الرَّبْضُ والرُّبْضُ والرَّبَضُ الزوجة أَو الأُم أَو الأُخت تُعَزّبُ ذا قَرابَتِها. ويقال: ما رَبَضَ امْرأً مِثْلُ أُخْت. والرُّبُضُ: جماعة الشجر المُلْتَفّ. ودَوْحَةٌ رَبُوضٌ: عظيمة واحدة. والرَّبُوضُ: الشجرة العظيمة. الجوهري: شجرة رَبُوضٌ أَي عظيمة غليظة؛ قال ذو الرمة: تَجَوَّفَ كلَّ أَرْطاةٍ رَبُوضٍ، من الدَّهْنا تَفَرَّعَتِ الحِبالا رَبُوضٌ: ضَخْمة، والحِبالُ: جمع حبل وهو رمل مستطيل، وفي تَفَرَّعت ضمير يعود على الأَرْطاة، وتَجَوَّفَ: دخل جَوْفها، والجمع من رَبُوض رُبُضٌ؛ ومنه قول الشاعر: وقالوا: رَبُوضٌ ضَخْمةٌ في جِرانِه، وأَسْمَرُ مِنْ جِلْدِ الذِّراعَينِ مُقْفَلُ أَراد بالرَّبُوضِ سِلْسلةً رَبُوضاً أُوثِقَ بها، جعلها ضخمة ثقيلة، وأَراد بالأَسْمَرِ قِدّاً غُلَّ به فَيَبِسَ عليه. وفي حديث أَبي لُبابة: أَنه ارْتَبَط بسلسلة رَبُوض إِلى أَن تاب اللّه عليه، وهي الضخمة الثقيلة اللاَّزِقة بصاحبها. وفَعُولٌ من أَبنية المبالغة يستوي فيه المذكر والمؤنث. وقَرْيَةٌ رَبُوضٌ: عظيمة مجتمعة. وفي الحديث: أَن قوماً من بني إِسرائيل باتوا بقَرْيةٍ رَبوضٍ. ودِرْعٌ رَبُوضٌ: واسِعَة. وقِرْبةٌ رَبُوضٌ: واسعة. وحَلَبَ من اللبنِ ما يُرْبِضُ القوم أَي يسَعُهم. وفي حديث أُمّ مَعْبد: أَن النبي صلى الله عليه وسلم لما قال عندها دعا بإِناءٍ يُرْبِضُ الرَّهْطَ؛ قال أَبو عبيد: معناه أَنه يُرْوِيهم حتى يُثْقِلَهم فَيَرْبِضُوا فينانُوا لكثرة اللبن الذي شربوه ويمتدُّوا على الأَرض، من رَبَضَ بالمكان يَرْبِضُ إِذا لَصِقَ به وأَقامَ مُلازماً له، ومن قال يُريضُ الرهط فهو من أَراض الوادي. والرَّبَضُ: ما وَلِيَ الأَرض من بطن البعير وغيره. والرَّبَضُ: ما تحَوَّى من مَصارِين البطن. الليث: الرَّبَضُ ما وَلِيَ الأَرض من البعير إِذا بَرَك، والجمع الأَرْباضُ؛ وأَنشد: أَسْلَمَتْها مَعاقِدُ الأَرْباضِ قال أَبو منصور: غلط الليث في الرَّبَضِ وفيما احتج به له، فأَما الرَّبَضُ فهو ما تحَوَّى من مَصارِين البطن، كذلك قال أَبو عبيد، قال: وأَما مَعاقِدُ الأَرْباض فالأَرْباضُ الحبال؛ ومنه قول ذي الرمة: إِذا مَطَوْنا نُسُوعَ الرَّحْلِ مُصْعِدةً، يَسْلُكْنَ أَخْراتَ أَرْباضِ المَدارِيج فالأَخْراتُ: خَلَقُ الحِبال، وقد فسر أَبو عبيدة الأَرْباضَ بأَنها جِبال الرحْل. ابن الأَعرابي: الرَّبَضُ والمَرْبَضُ والمَرْبِضُ والرَّبِيضُ مجتَمَعُ الحَوايا. والرَّبَضُ: أَسفلُ من السرّة. والمَرْبض: تحت السرة وفوق العانة. والرَّبَضُ: كل امرأَة قيِّمةِ بيت. ورَبَضُ الرجل: كل شيءٍ أَوَى إِليه من امرأَة أَو غيرها؛ قال: جاءَ الشِّتاءُ، ولَمّا أَتَّخِذْ رَبَضاً، يا وَيْحَ كَفِّي من خَفْرِ القَرامِيصِ ورُبْضُه كَرَبَضِه. ورَبَضَتْه تَرْبِضُه: قامت بأُموره وآوَتْه. وقال ابن الأَعرابي: تُرْبِضُه، ثم رجع عن ذلك؛ ومنه قيل لقُوت الإِنسان الذي يُقِيمُه ويَكْفِيه من اللبن: رَبَضٌ. والرَّبَضُ: قَيِّمُ البيت. الرِّياشي: أَرْبَضَتِ الشمس إِذا اشتدَّ حَرُّها حتى تَرْبِضَ الشاةُ والظبْيُ من شدَّة الرمضاء. وفي المثل: رَبَضُك منك وإِن كان سَماراً؛ السَّمار: الكثير الماء، يقول: قيِّمُكَ منك لأَنه مُهْتَمٌّ بك وإِن لم يكن حسَنَ القِيام عليك، وذلك أَن السَّمارَ هو اللبن المخلوط بالماء، والصَّرِيحُ لا مَحالة أَفضلُ منه، والجمع أَرباضٌ؛ وفي الصحاح: معنى المثل أَي منك أَهلك وخَدَمُك ومن تأْوِي إِليه وإِن كانوا مُقَصِّرِين؛ قال: وهذا كقولهم أَنْفُك منك وإن كان أَجْدَعَ. والرَّبَضُ: ما حول المدينة، وقيل: هو الفَضاءُ حَوْلَ المدينة؛ قال بعضهم: الرّبضُ والرُّبْضُ، بالضم ، وسَط الشيء، والرَّبَضُ، بالتحريك، نواحيه، وجمعها أَرْباضٌ، والرَّبَضُ حَرِيم المسجد. قال ابن خالويه: رُبُض المدينة، بضم الراء والباء، أَساسها، وبفتحهما: ما حولها. وفي الحديث: أَنا زَعِيمٌ يبيت في رَبَضِ الجنة؛ هو بفتح الباء، ما حولها خارجاً عنها تشبيهاً بالأَبنية التي تكون حول
المدن وتحت القِلاع؛ ومنه حديث ابن الزبير وبناء الكعبة: فأَخذ ابن مُطِيعٍ العَتَلةَ من شقِّ الرُّبْضِ الذي يلي دارَ بني حُمَيد؛ الرُّبْض، بضم الراء وسكون الباء: أَساسُ البناء، وقيل وسطه، وقيل هو والرَّبَضُ سواءٌ كسُقْم وسَقَم. والأَرْباضُ: أَمعاء البطن وحِبال الرَّحْل؛ قال ذو الرمة: إِذا غَرَّقَتْ أَرباضُها ثِنْيَ بَكْرةٍ بِتَيْماءَ، لم تُصْبحْ رَؤُوماً سَلُوبُها وعمّ ابن حنيفة بالأَرْباض الحِبال، وفسر ابن الأَعرابي قول ذي الرمة: يَسْلُكْنَ أَخْراتَ أَرْباضِ المَداريجِ بأَنها بطون الإِبل، والواحد من كل ذلك رَبَضٌ. أَبو زيد: الرَّبَضُ سَفِيفٌ يُجْعَلُ مِثْلَ النِّطاقِ فيجعل في حَقْوَي الناقةِ حتى يُجاوِزَ الوَرِكَينِ من الناحيتين جميعاً، وفي طرفيه حلقتان يعقد فيهما الأَنْساع ثم يشد به الرحل، وجمعه أَرْباض. التهذيب: أَنكر شمر أَن يكون الرُّبْضُ وسَط الشيء، قال: والرُّبْضُ ما مَسَّ الأَرض، وقال ابن شميل: رُبْض الأَرض، بتسكين الباء، ما مَسَّ الأَرض منه. والرُّبْضُ، فيما قال بعضهم: أَساسُ المدينة والبناء، والرَّبَضُ: ما حَوْله من خارج، وقال بعضهم: هما لغتان. وفلان ما تقوم رابِضَتُه وما تقوم له رابضة أَي أَنه إِذا رمى فأَصابَ أَو نظر فعانَ قَتَلَ مكانَه. ومن أَمثالهم في الرجل الذي يتعين الأَشياء فيصيبها بعينه قولهم: لا تقومُ لفلان رابضةٌ، وذلك إِذا قتل كل شيءٍ يصيبه بعينه، قال: وأَكثر ما يقال في العين. وفي الحديث: أَنه رأَى قُبَّةً حولها غنم رُيُوضٌ، جمع رابض. ومنه حديث عائشة: رأَيت كأَني على ضَرْبٍ وحَوْلي بقر رُبُوضٌ. وكل شيءٍ يبرك على أَربعة، فقد رَبَضَ رُبُوضاً. ويقال: رَبَضَتِ الغنم، وبركت الإِبل، وجَثَمَتِ الطير، والثور الوحشي يَرْبِضُ في كِناسِه. الجوهري: ورُبُوضُ البَقَرِ والغَنمِ والفَرسِ والكلب مثلُ بُروكِ الإِبل وجُثُومِ الطير، تقول منه: رَبَضَتِ الغنمُ تَرْبِضُ، بالكسر، رُبُوضاً. والمَرابِضُ للغنم: كالمَعاطِنِ للإِبل، واحدها مَرْبِض مثال مَجْلِس. والرِّبْضةُ: مَقْتَلُ قوم قُتِلُوا في بُقْعَةٍ واحدة. والرُّبْضُ: جماعة الطَّلْحِ والسَّمُرِ. وفي الحديث: الرَّابِضةُ ملائكة أُهْبِطُوا مع آدم، عليه السلام، يَهْدُونَ الضُّلاَّلَ؛ قال: ولعله من الإِقامة. قال الجوهري: الرابِضةُ بَقِيَّةُ حَمَلَةِ الحجة لا تخلو منهم الأَرضُ، وهو في الحديث. وفي حديث في الفتن: روي عن النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم: أَنه ذكرَ من أَشراط الساعة أَنْ تَنْطقَ الرُّوَيْبِضَةُ في أَمْرِ العامّةِ، قيل: وما الرويبضة يا رسول اللّه؟ قال: الرجل التافه الحقير ينطق في أَمْرِ العامّةِ؛ قال أَبو عبيد: ومما يثبت حديث الرُّوَيْبِضَة الحديثُ الآخرُ: من أَشراطِ الساعة أَن تُرَى رعاءُ الشاءِ رُؤوسَ الناسِ. قال أَبو منصور: الرُّبَيْضةُ تصغير رابضةٍ وهو الذي يرعى الغنم، وقيل: هو العاجز الذي رَبَضَ عن معَالي الأُمور وقَعَد عن طَلبها، وزيادة الهاء للمبالغة في وصفه، جعل الرابِضَة راعِيَ الرَّبِيض كما يقال داهية، قال: والغالب أَنه قيل للتافه من الناس رابضة ورويبضة لربوضه في بيته وقلة انبعاثه في الأُمور الجسيمة، قال: ومنه يقال رجل رُبُضٌ عن الحاجات والأَسْفار إِذا كان لا يَنْهَضُ فيها. والرُّبْضةُ: القِطْعةُ العظيمة من الثَّريدِ. وجاء بثريد كأَنه رُبْضةُ أَرْنب أَي جُثَّتُها؛ قال ابن سيده: ولم أَسمع به إِلا في هذا الموضع. ويقال: أَتانا بتمر مثل رُبْضةِ الخَرُوفِ أَي قدر الخروف الرابض. وفي حديث عمر: ففتح الباب فإِذا شبه الفَصِيل الرابض أَي الجالس المقيم؛ ومنه الحديث: كَرُبْضةِ العَنْزِ، ويروى بكسر الراء، أَي جثتها إِذا بركت. وفي حديث علي، رضي اللّه عنه: والناسُ حَوْلي كَرَبِيضةِ الغنم أَي كالغنم الرُّبَّضِ. وفي حديث القُرّاءِ الذين قُتِلُوا يومَ الجماجِم: كانوا رِبْضة؛ الرِّبْضةُ: مَقْتَلُ قوم قتلوا في بقعة واحدة. وصبّ اللّه عليه حُمَّى رَبِيضاً أَي من يَهْزَأُ به. ورِباضٌ ومُرَبِّضٌ ورَبَّاضٌ: أَسماءٌ.
رحض: الرَّحْضُ: الغَسْلُ. رَحَضَ يَدَه والإِناء والثوب وغيرها يَرْحَضُها ويَرْحُضُها رَحْضاً: غسلها. وفي حديث أَبي ثعلبة: سأَله عن أَواني
المشركين فقال: إِن لم تجدوا غيرها فارْحَضُوها بالماء وكلوا واشربوا، أَي اغسلوها. والرُّحاضةُ: الغُسالةُ؛ عن اللحياني. وثوب رَحِيضٌ مَرْحُوضٌ: مغسولٌ. وفي حديث عائشة، رضس اللّه عنها: أَنها قالت في عثمان، رضي الله عنه: استتابوه حتى إِذا ما تركوه كالثوب الرَّحِيض أَحالُوا عليه فقتلوه؛ الرَّحِيضُ: المغسولُ، فَعِيل بمعنى مفعول، تريد أَنه لما تاب وتطهّر من الذنب الذي نسب إِليه قتلوه. ومنه حديث ابن عباس، رضي اللّه عنهما، في ذكر الخوارج: وعليهم قُمُصٌ مُرَحَّضةٌ أَي مغسولة. وثوب رَخْصٌ، لا غير: غُسِلَ حتى خَلَق؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: إِذا ما رأَيتَ الشيخَ عِلْباء جِلْدِه كَرَحْضٍ قَدِيمٍ، فالتَّيَمُّنُ أَرْوَحُ والمِرْحَضةُ: الإِجّانةُ لأِنه يغسل فيها الثياب؛ عن اللحياني. والمِرْحَضةُ: شيءٌ يُتَوَضَّأُ فيه مثل كَنِيفٍ. وقال الأَزهري: المِرْحاضةُ شيء يُتَوَضَّأُ به كالتَّور، والمِرْحَضةُ والمِرْحاضُ المُغْتَسَلُ، والمِرْحاضُ موضع الخَلاءِ والمُتَوَضَّأُ وهو منه. وفي حديث أَبي أَيوب الأَنصاري: فَوَجَدْنا مَراحِيضَهم استُقْبِلَ بها القبلة فكنا نَتَحَرَّفُ ونستَغْفِرُ الله، يعني بالشام، أَراد بالمَراحِيضِ المَواضعَ التي بُنِيَتْ للغائط أَي مواضع الاغتسال أُخِذ من الرحْض وهو الغَسْل. والمِرحاضُ: خشبة يضرب بها الثوب إِذا غسل. ورُحِضَ الرجلُ رَحْضاً: عَرِقَ حتى كأَنه غُسِلَ جسدُه، والرُّحَضاءُ: العَرَقُ مشتقّ من ذلك. وفي حديث نزول الوَحْي: فمسَحَ عنه الرُّحَضاءَ؛ هو عرَق يغسل الجلد لكثرته، وكثيراً ما يستعمل في عرَق الحُمّى والمرض. والرُّحَضاءُ: العرَقُ في أَثَر الحُمّى. والرحضاء: الحُمّى بعرق. وحكى الفارسيّ عن أَبي زيد: رُحِضَ رَحْضاً، فهو مَرْحُوضٌ إِذا عَرِقَ فكثر عرقَهُ على جبينه في رُقادِه أَو يقَظَته، ولا يكون إِلا من شكْوى؛ قال الأَزهري: إِذا عَرِقَ المَحْمُوم من الحمى فهي الرحضاء، وقال الليث في الرحضاء: عَرَق الحمى. وقد رُحِضَ إِذا أَخذته الرُّحَضاء. وفي الحديث: جعل يمسح الرحضاء عن وجهه في مرضه الذي مات فيه. ورَحْضةُ ورَحّاضٌ: اسمانِ.
رضض: الرَّضُّ: الدَّقُّ الجَرِيشُ. وفي الحديث حديث الجاريةِ المقتولة على أَوْضاحٍ: أَنَّ يَهُودِيّاً رَضَّ رأْس جاريةٍ بين حَجَرَيْنِ؛ هو من الدَّقِّ الجَرِيشِ. رَضَّ الشيءَ يَرُضُّه رَضّاً، فهو مَرْضُوضٌ ورَضِيضٌ ورَضْرَضَه: لم يُنْعِمْ دَقَّه، وقيل: رَضَّه رَضّاً كسَره، ورُضاضُه كُسارُه. وارتَضَّ الشيءُ: تكسر. الليث: الرّضُّ دقُّك الشيءَ، ورُضاضُه قِطَعه. والرَّضْراضةُ: حِجارة تَرَضْرَضُ على وجه الأَرض أَي تتحرّك ولا تَلْبَثُ، قال أَبو منصور: وقيل أَي تتكسّر، وقال غيره: الرَّضْراضُ ما دَقَّ من الحَصى؛ قال الراجز: يَتْرُكْنَ صَوَّانَ الحَصَى رَضْراضا وفي الحديث في صِفةِ الكَوْثرِ: طِينُه المِسْكُ ورَضْراضُه التُّومُ؛ الرَّضْراضُ: الحَصَى الصِّغارُ، والتُّوم: الدُّرُّ؛ ومنه قولهم: نَهر
ذُو سِهْلةٍ وذو رَضْراضٍ، فالسِّهْلةُ رمل القَناة الذي يجري عليه الماء، والرضراض أَيضاً الأَرض المرضوضة بالحجارة؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: يَلُتُّ الحَصَى لَتّاً بِسُمْرٍ، كأَنَّها حِجارةُ رَضْراضٍ بِغَيْلٍ مُطَحْلِب ورُضاضُ الشيء: فُتاتُه. وكلُّ شيءٍ كسَّرته، فقد رَضْرَضْتَه. والمِرَضَّةُ: التي يُرَضُّ بها. والرَّضُّ: التمر الذي يُدَقُّ فينقّى عَجَمُه ويُلْقَى في المَخْضِ أَي في اللّبن. والرَّضُّ: التمرُ والزُّبْدُ يخلطان؛ قال: جاريةٌ شَبَّتْ شَباباً غَضّا، تَشْرَبُ مَحْضاً، وتَغَذَّى رَضّا ما بَيْنَ ورْكَيْها ذِراعاً عَرْضا، لا تُحْسِنُ التَّقْبِيلَ إِلا عَضّا وأَرَضَّ التعَبُ العرَقَ: أَساله. ابن السكيت: المُرِضّةُ تمر ينقع في اللبن فتُصبح الجارية فتشربه وهو الكُدَيْراءُ. والمُرِضّةُ: الأُكْلةُ أَو الشُّرْبةُ التي تُرِضُّ العرق أَي تسيله إِذا أَكلتها أَو شربتها. ويقال للراعية إِذا رَضَّتِ العُشْب أَكلاً وهرْساً: رَضارِضُ؛ وأَنشد: يَسْبُتُ راعِيها، وهي رَضارِضُ، سَبْتَ الوَقِيذِ، والوَرِيدُ نابِضُ والمُرِضّة: اللبن: الحليب الذي يحلب على الحامض، وقيل: هو اللبن قبل أَن يُدْرِكَ؛ قال ابن أَحمر يَذُمّ رجلاً ويَصِفُه بالبخل، وقال ابن بري: هو يخاطب امرأَته: ولا تَصِلي بمَطْروقٍ، إِذا ما سَرَى في القَوْمِ، أَصبحَ مُسْتَكِينا يَلُومُ ولا يُلامُ ولا يُبالي، أَغَثّاً كان لَحْمُكِ أَو سَمِينا؟ إِذا شَرِبَ المُرِضّةَ قال: أَوْكي على ما في سِقائِك، قد رَوِينا قال: كذا أَنشده أَبو عليّ لابن أحمر رَوِينا على أَنه من القصيدة النونية له؛ وفي شعر عمرو بن هميل اللحياني قد رَوِيتُ في قصيدة أَولها: أَلا مَنْ مُبْلِغُ الكَعْبيِّ عَنِّي رَسُولاً، أَصلُها عِنْدِي ثَبِيتُ والمِرَضَّةُ كالمُرِضّةِ، والرَّضْرَضةُ كالرَّضِّ. والمُرِضّةُ، بضم الميم: الرَّثِيئةُ الخاثِرةُ وهي لبن حليب يُصَبُّ عليه لبن حامض ثم يترك ساعة فيخرج ماء أَصفر رقيق فيصب منه ويشرب الخاثر. وقد أَرَضَّت الرَّثِيئةُ تُرِضُّ إِرْضاضاً أَي خَثُرَتْ. أَبو عبيد: إِذا صُبّ لبن حليب على لبن حَقِين فهو المُرِضّةُ والمُرْتَثِئةُ. قال ابن السكيت: سأَلت بعض بني عامر عن المُرِضّةِ فقال: هو اللبن الحامض الشديد الحُموضة إِذا شربه الرجل أَصبح قد تكسّر، وأَنشد بيت ابن أَحمر. الأَصمعي: أَرَضَّ الرجلُ إِرْضاضاً إِذا شرب المُرِضّةَ فثقل عنها؛ وأَنشد: ثم اسْتَحَثُّوا مُبْطِئاً أَرَضّا أَبو عبيدة: المُرِضّةُ من الخيل الشديدة العَدْوِ. ابن السكيت: الإِرْضاضُ شدّة العَدْو. وأَرَضَّ في الأَرض أَي ذَهَب. والرَّضراضُ: الحصَى الذي يجري عليه الماءُ، وقيل: هو الحصى الذي لا يثبت على الأَرض وقد يُعَمّ به. والرَّضْراضُ: الصَّفا؛ عن كراع. ورجل رَضْراضٌ: كثير اللحم، والأُنثى رَضْراضةٌ؛ قال رؤبة: أَزْمان ذَاتُ الكَفَلِ الرَّضْراضِ رَقْراقةٌ في بُدْنِها الفَضْفاضِ وفي الحديث: أَن رجلاً قال له مررت بجُبُوبِ بَدْر فإِذا برجل أَبيض رَضْراضٍ وإِذا رجل أَسودُ بيده مِرْزَبةٌ يضربه، فقال: ذاك أَبو جهل؛ الرّضْراضُ: الكثير اللحم. وبعير رَضْراضٌ: كثير اللحم؛ وقول الجعدي: فَعَرَفْنا هِزّةً تأْخُذُه، فَقَرَنّاه بِرَضْراضِ رِفَلْ أَراد فقرناه وأَوثقناه ببعير ضخم، وإِبل رَضارِضَ: راتعة كأَنها تَرُضّ العُشب. وأَرَضَّ الرجلُ أَي ثقل وأَبطأَ؛ قال العجاج: فَجمَّعوا منهم قَضِيضاً قَضّا، ثم اسْتَحَثُّوا مُبْطِئاً أَرَضّا وفي الحديث: لَصُبَّ عليكم العذابُ صَبّاً ثم لَرُضّ رَضّاً؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في رواية، والصحيح بالصاد المهملة، وقد تقدم ذكره.
رعض: النهاية لابن الأَثير: في حديث أَبي ذر خرج بفرس له فَتَمعَّكَ ثم نَهَضَ ثم رَعَضَ أَي لَمَّا قام من مُتَمَعَّكِه انتَفَضَ وارْتَعَدَ. وارْتَعَضَتِ الشجرة إِذا تحرّكت، ورَعَضَتْها الريحُ وأَرْعَضَتْها. وارْتَعَضَت الحيّة إِذا تَلَوَّت؛ ومنه الحديث: فضَربت بيدها على عجُزها فارْتَعَضَتْ أَي تَلَوَّتْ وارْتَعَدَت.
رفض: الرَّفْضُ: تركُكَ الشيءَ. تقول: رَفَضَني فَرَفَضْتُه، رَفَضْتُ الشيءَ أَرْفُضُه وأَرفِضُه رَفْضاً ورَفَضاً: تركتُه وفَرَّقْتُه. الجوهري: الرَّفْضُ الترك، وقد رَفَضَه يَرْفُضُه ويَرْفِضُه. والرَّفَضُ: الشيء المُتَفَرِّقُ، والجمع أَرفاضٌ. وارْفَضَّ الدَّمْعُ ارْفِضاضاً وتَرَفَّض: سالَ وتفَرَّق وتتابَعَ سَيَلانُه وقَطَرانُه. وارْفَضَّ دَمْعُه ارْفِضاضاً إِذا انهلَّ متفرِّقاً. وارْفِضاضُ الدمْع ترشُّشُه، وكل متفرِّق ذهب مُرْفَضٌّ؛ قال: القطامي: أَخُوكَ الذي لا تَمْلِكُ الحَِسَّ نفسُه، وتَرْفَضُّ عِنْدَ المُحْفِظاتِ الكَتائِفُ يقول: هو الذي إِذا رآكَ مظلوماً رَقّ لك وذهب حِقْده. وفي حديث البُراق: أَنه استصعب على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ارْفَضَّ عرَقاً وأَقَرَّ أَي جرَى عرَقُه وسالَ ثم سكَنَ وانْقاد وترك الاسْتِصعاب؛ ومنه حديث الحْوض: حتى يَرْفَضّ عليهم أَي يَسِيل. وفي حديث مُرَّةَ بن شراحِيلَ: عوتب في ترك الجمعة فذكر أن به جرحاً ربما ارْفَضّ في إِزاره أَي سال فيه قَيْحُه وتفَرَّق. وارْفَضَّ الوَجَعُ: زالَ. والرِّفاضُ: الطُّرُق المتفرِّقةُ أَخادِيدُها؛ قال رؤبة: بالعِيسِ فوْقَ الشَّرَكِ الرِّفاض هي أَخاديدُ الجادَّةِ المتفرِّقةُ. ويقال لشَرَكِ الطريقِ إِذا تفرّقت: رِفاضٌ، وهذا البيت أَورده الجوهري: كالعِيسِ؛ قال ابن بري: صوابه بالعيس لأَن قبله: يَقْطَعُ أَجْوازَ الفلا انْقِضاضِي والشَّرَكُ: جمع شَرَكةٍ وهي الطرائقُ التي في الطريق. والرِّفاضُ: المُرْفَضّةُ المتفرّقة يميناً وشمالاً. قال: والرِّفاضُ أَيضاً جمع رَفْضٍ القَطِيعُ من الظِّباء المتفرِّق. وفي حديث عمر: أَن امرأَة كانت تَزْفِنُ والصِّبْيانُ حولَها إِذ طلع عمر، رضي اللّه عنه، فارْفَضَّ الناسُ عنها أَي تفَرّقُوا. وتَرَفَّضَ الشيءُ إِذا تكسّر. ورَفَضْت الشيء أَرْفُضُه وأَرْفِضُه رَفْضاً، فهو مرفوضٌ ورَفِيضٌ: كسرته. ورَفَضُ الشيء: ما تحطّم منه وتفرّق، وجمع الرَّفَض أَرْفاض؛ قال طفيل يصف سَحاباً: له هَيْدَبٌ دانٍ كأَنَّ فُرُوجَه، فُوَيْقَ الحَصى والأَرضِ، أَرْفاضُ حَنْتَمِ ورُفاضُه: كرَفَضِه، شبّه قِطع السحاب السُّود الدانية من الأَرض لامتلائها بِكِسَر الحنتم المُسْوَدّ والمُخْضَرّ؛ وأَنشد ابن بري للعجاج:يُسْقى السَّعِيطَ في رُفاضِ الصَّنْدَلِ والسَّعِيطُ: دُهْن البانِ، ويقال: دُهْنُ الزَّنْبَقِ. ورُمْحٌ رَفِيضٌ إِذا تَقَصَّد وتكسَّر؛ وأَنشد: ووالى ثلاثاً واثْنَتَيْنِ وأَرْبَعاً، وَغادَرَ أُخْرى في قَناةِ رَفِيضِ ورُفُوضُ الناسِ: فِرَقُهم؛ قال: من أَسَدٍ أَوْ مِنْ رُفُوضِ الناس ورُفُوضُ الأَرضِ: المَواضِع التي لا تُمْلَك، وقيل: هي أَرض بين أَرْضَيْنِ حَيَّتَيْنِ فهي متروكة يتَحامَوْنَها. ورُفُوضُ الأَرض: ما ترك بعد أَن كان حِمىً. وفي أَرض كذا رُفُوضٌ من كلإٍ أَي مُتَفَرِّقٌ بَعيدٌ بعضه من بعض. والرَّفّاضةُ: الذين يَرْعَوْنَ رُفُوضَ الأَرض. ومَرافِضُ الأَرضِ: مساقِطُها من نواحي الجبال ونحوها، واحدها مَرْفَضٌ، والمَرْفَضُ من مَجاري المياه وقَرارَتِها؛ قال: ساقَ إِليْها ماءَ كلِّ مَرْفَضِ مُنْتِجُ أَبْكارِ الغَمامِ المُخَّضِ وقال أَبو حنيفة: مَرافِضُ الوادي مَفاجِرُه حيثُ يَرْفَضُّ إِليه السَّيْلُ؛ وأَنشد لابن الرقاع: ظَلَّتْ بِحَزْمِ سُبَيْعٍ أَو بِمَرْفَضِه ذي الشّيح، حيثُ تَلاقى التَّلْعُ فانسَحَلا ورَفَضُ الشيء: جانبُه، ويجمع أَرْفاضاً؛ قال بشار: وكأَنَّ رَفْضَ حَدِيثِها قِطَعُ الرّياضِ، كُسينَ زَهْرا والرّوافِضُ: جنود تركوا قائدهم وانصرفوا فكل طائفة منهم رافِضةٌ، والنسبة إِليهم رافِضِيٌّ. والرَّوافِضُ: قوم من الشِّيعة، سموا بذلك لأَنهم تركوا زيد بن علي؛ قال الأَصمعي: كانوا بايعوه ثم قالوا له: ابْرأْ من الشيخين نقاتل معك، فأَبى وقال: كانا وَزِيرَيْ جَدِّي فلا أَبْرأُ منهما، فرَفَضُوه وارْفَضُّوا عنه فسُمُّوا رافِضَةً، وقالوا الرَّوافِضَ ولم يقولوا الرُّفَّاضَ لأَنهم عَنُوا الجماعات. والرَّفْضُ: أَن يَطْرُدَ الرجل غنمه وإِبله إِلى حيث يَهْوى، فإِذا بَلَغَتْ لَها عنها وتركها. ورَفَضْتُها أَرْفِضُها وأَرْفُضُها رَفْضاً: تركْتُها تَبَدَّدُ في مَراعِيها تَرْعى حيث شاءَتْ ولا يَثْنيها عن وَجْهٍ تريده، وهي إِبل رافِضةٌ وإِبل رَفَضٌ وأَرْفاضٌ. الفراء: أَرْفَضَ القوم إِبلهم إِذا أَرسلوها بلا رِعاء. وقد رَفَضَتِ الإِبل إِذا تفرقت، ورَفَضَت هي تَرْفِضُ رَفْضاً أَي تَرْعى وحدها والراعي يبصرها قريباً منها أَو بعيداً لا تتعبه ولا يجمعها؛ وقال الراجز: سَقْياً بِحَيْثُ يُهْمَلُ المُعَرَّضُ، وحَيْثُ يَرْعى ورَعِي ويَرْفِضُ ويروى: وأَرْفِضُ. قال ابن بري: المُعَرَّضُ نَعَمٌ وسْمُه العِراضُ وهو خطّ في الفخذين عَرْضاً. والوَرَعُ: الصغير الضعيف الذي لا غَناءَ عنده. يقال: إِنما مال فلان أَوْراعٌ أَي صِغارٌ. والرَّفَضُ: النَّعَمُ المُتَبَدِّدُ، والجمع أَرْفاضٌ. ورجل قُبَضَةٌ رُفَضَةٌ: يَتَمَسَّكُ بالشيء ثم لا يَلْبَثُ أن يَدَعَه. ويقال: راع قُبَضةٌ رُفَضَةٌ للذي يَقْبِضُها ويسوقها ويجمعها، فإِذا صارت إِلى الموضع الذي تحبه وتهواه رفضها وتركها ترعى كيف شاءَتْ، فهي إِبل رَفَضٌ. قال: الأَزهري: سمعت أَعرابيّاً يقول: القوم رَفَضٌ في بيوتهم أَي تفرّقوا في بيوتهم، والناس أَرْفاضٌ في السفَر أَي متفرّقون، وهي إِبلٌ رافِضةٌ ورَفْضٌ أَيضاً؛ وقال مِلْحةُ ابن واصل، وقيل: هو لِمِلْحةَ الجَرْمي، يصف سحاباً. يُباري الرِّياحَ الحَضْرَمِيّاتِ مُزْنُه بِمُنْهَمِر الأوْراقِ ذي قَزَعٍ رَفْضِ قال: ورفَضٌ أَيضاً بالتحريك، والجمع أَرْفاض. ونَعام رَفَضٌ أَي فِرَقٌ؛ قال ذو الرمة: بها رَفَضٌ من كلِّ خَرْجاءَ صَعْلةٍ، وأَخْرَجَ يَمْشِي مِثْلَ مَشْي المُخَبَّلِ وقوله أَنشده الباهلي: إِذا ما الحِجازِيّاتُ أَعْلَقْنَ طَنَّبَتْ بِمَيْثاء، لا يأْلُوكَ رافِضُها صخْرا أَعْلَقْنَ أَي عَلَّقْن أَمْتعَتَهُنَّ على الشجر لأَنهن في بلاد شجر. طَنَّبَتْ هذه المرأَة أَي مَدَّتْ أَطنابها وضرَبَتْ خيمتها. بِمَيْثاءَ: بِمَسِيلٍ سَهْل لين. لا يأْلوك: لا يستطيعك. والرافضُ: الرامي؛ يقول: من أَراد أَن يرمي بها لم يجد حجراً يَرْمي به، يريد أَنها في أَرض دَمِثةٍ لَيّنة. والرَّفْضُ والرَّفَضُ من الماء واللَبن: الشيء القليل يبقى في القِرْبة أَو المَزادةِ وهو مثل الجُرْعةِ، ورواه ابن السكيت رَفْضٌ، بسكون الفاء، ويقال: في القِرْبة رَفَضَ من ماء أَي قليل، والجمع أَرْفاضٌ؛ عن اللحياني. وقد رَفَّضْتُ في القِرْبة تَرْفيضاً أَي أَبْقَيْتُ فيها رَفْضاً من ماء. والرَّفْضُ: دون المَلْءِ بِقَلِيل؛ عن ابن الأَعرابي: فلمَّا مَضَتْ فَوْقَ اليَدَيْنِ، وحَنَّفَتْ إِلى المَلْءِ، وامْتَدَّتْ بِرَفْضٍ غُضُونُها والرَّفْضُ: القُوت، مأْخوذ من الرَّفْضِ الذي هو القليل من الماء واللبن. ويقال: رَفَضَ النخلُ وذلك إِذا انتَشَرَ عِذْقُه وسقَطَ قِيقاؤُه.
ركض: رَكَضَ الدابةَ يَرْكُضُها رَكْضاً: ضرَب جَنْبَيْها برجله. ومِرْكَضةُ القَوْس: معروفة وهما مِرْكَضَتانِ؛ قال ابن بري: ومِرْكَضا القَوْس جانباها؛ وأَنشد لأَبي الهيثم التَّغْلَبِيّ: لنا مَسائِحُ زُورٌ، في مَراكِضِها لِينٌ، وليس بها وهْيٌ ولا رَقَقُ ورَكَضَتِ الدابةُ نفسُها، وأَباها بعضُهم. وفلان يَرْكُضُ دابّتَه: وهو ضَرْبُه مَرْكَلَيْها برِجْليْه، فلما كثر هذا على أَلسنتِهِم استعملوه في الدوابِّ فقالوا: هي تَرْكُضُ، كأَنّ الرَّكْضَ منها. والمَرْكَضانِ: هما موضع عَقِبَي الفارس من مَعَدَّي الدابّة. وقال أَبو عبيد: أَرْكَضَتِ الفَرسُ، فهي مُرْكِضةٌ ومُرْكِضٌ إِذا اضطَرَبَ جَنِينُها في بطنها؛ وأَنشد: ومُرْكِضةٌ صَرِيحيٌّ أَبُوها، يُهانُ له الغُلامةُ والغُلامُ ويروى ومِرْكَضةٌ، بكسر الميم، نَعَت الفرس أَنها رَكّاضةٌ تركُض الأَرض بقوائمها إِذا عَدَت وأَحضَرَت. الأَصمعي: رُكِضَتِ الدابةُ، بغير أَلف، ولا يقال رَكَضَ هو، إِنما هو تحريكك إِياه، سار أَو لم يَسِرْ؛ وقال شمر: قد وجدنا في كلامهم رَكَضتِ الدابةُ في سيرها ورَكَضَ الطائرُ في طَيَرانه؛ قال الشاعر: جَوانِح يَخْلِجْنَ خَلْجَ الظّبا *** ءِ يَرْكُضْنَ مِيلاً ويَنْزِعْنَ مِيلا وقال رؤبة: والنَّسْرُ قد يَرْكُضُ وهْو هافي أَي يضرب بجناحيه. والهافي: الذي يَهْفُو بين السماء والأَرض. ابن شميل: إِذا ركب الرجل البعير فضرب بعقبيه مَرْكَلَيْه فهو الرَّكْضُ والرَّكْلُ. وقد رَكَضَ الرجلُ إِذا فَرَّ وعَدا. وقال الفراء في قوله تعالى: إِذا هم منها يَرْكُضون لا تَرْكُضوا وارجِعُوا؛ قال: يَرْكُضون يَهْرُبون ويَنْهَزِمُون ويَفِرُّون، وقال الزجاج: يَهْرُبون من العذاب. قال أََبو منصور: ويقال رَكَضَ البعيرُ برجله كما يقال رَمَحَ ذو الحافِرِ برجله، وأَصل الرَّكْضِ الضرْبُ. ابن سيده: رَكَضَ البعير برجله ولا يقال رَمَح. الجوهري: ركضَه البعير إِذا ضربَه برجله ولا يقال رَمَحه؛ عن يعقوب. وفي حديث ابن عمرو بن العاص: لَنَفْسُ المؤْمِن أَشدُّ ارْتِكاضاً على الذَّنْبِ من العُصْفور حين يُغْدَفُ أَي أَشدُّ اضطِراباً وحركةً على الخطيئة حِذارَ العذاب من العصفور إِذا أُغْدِف عليه الشّبَكةُ فاضطَرَب تحتها. ورَكَضَ الطائرُ يَرْكُضُ رَكْضاً: أَسرَعَ في طَيَرانِه؛ قال: كأَنّ تَحْتِي بازِياً رَكّاضا فأَما قول سلامة بن جندل: وَلَّى حَثِيثاً، وهذا الشَّيْبُ يَتْبَعُه، لو كانَ يُدرِكُه رَكْض اليعاقِيبِ فقد يجوز أَنْ يَعْني باليَعاقِيبِ ذكور القَبَج فيكون الرَّكْضُ من الطَّيران، ويجوز أَن يعني بها جِيادَ الخيل فيكون من المشي؛ قال الأَصمعي: لم يقل أَحد في هذا المعنى مثل هذا البيت. ورَكَضَ الأَرضَ والثوبَ: ضرَبَهما برجله. والرَّكْضُ: مشي الإِنسان برجليه معاً. والمرأَة تَرْكُضُ ذُيُولَها برجليها إِذا مشت؛ قال النابغة: والرَّاكِضاتِ ذُيُولَ الرَّيط، فَنَّقَها بَرْدُ الهَواجِرِ كالغِزْلانِ بالجَرِدِ الجوهري: الرَّكْضُ تحريك الرجل؛ ومنه قوله تعالى: ارْكُضْ برجلك هذا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ وشَراب. ورَكَضْتُ الفَرَس برجلي إِذا استحثثته لِيَعْدُوَ، ثم كثر حتى قيل رَكَضَ الفَرَسُ إِذا عَدا وليس بالأَصل، والصواب رُكِضَ الفرَسُ، على ما لم يُسمَّ فاعله، فهو مركوضٌ. وراكَضْتَ فلاناً إِذا أَعْدَى كل واحد منكما فَرَسَه. وتَراكَضُوا إِليه خَيْلَهم. وحكى سيبويه: أَتَيْتُه رَكْضاً، جاؤوا بالمصدر على غير فعل وليس في كل شيء، قيل: مثل هذا إِنما يحكى منه ما سُمِعَ. وقَوْسٌ رَكُوضٌ ومُرْكِضةٌ أَي سريعةُ السهْم، وقيل: شديدة الدَّفْع والحَفْزِ للسّهم؛ عن أَبي حنيفة تَحْفِزُه حَفْزاً؛ قال كعب بن زهير: شَرِقاتٍ بالسمِّ مِنْ صُلَّبِيٍّ، ورَكُوضاً من السِّراءِ طَحُورا ومُرْتَكضُ الماء: موضع مَجَمِّه. وفي حديث ابن عباس في دم المستحاضة: إِنما هو عِرْقٌ عانِدٌ أَو رَكْضةٌ من الشيطان؛ قال: الرَّكْضةُ الدَّفْعةُ والحركة؛ وقال زهير يصف صقراً انقضّ على قطاة: يَرْكُضْنَ عند الزُّنابى، وهْيَ جاهِدةٌ، يكاد يَخْطَفُها طَوْراً وتَهْتَلِكُ قال: رَكْضُها طَيَرانُها؛ وقال آخر: ولَّى حَثِيثاً، وهذا الشَّيْبُ يَطْلُبُه، لو كانَ يُدْرِكُه رَكْضُ اليَعاقِيبِ جعل تصفيقها بجناحَيْها في طَيَرانها رَكْضاً لاضطرابها. قال ابن الأَثير
: أَصل الرَّكْضِ الضرْبُ بالرجل والإِصابة بها كما تُرْكَضُ الدابةُ وتُصاب بالرجل، أَراد الإِضْرار بها والأَذى، المعنى أَن الشيطان قد وجد بذلك طريقاً إِلى التلبيس عليها في أَمر دينها وطُهْرها وصلاتها حتى أَنساها ذلك عادتها، وصار في التقدير كأَنه يَرْكُض بآلة من رَكَضاته. وفي حديث ابن عبد العزيز قال: إِنا لما دَفَنّا الوليد رَكَضَ في لحده أَي ضرب برجله الأَرض. والتَّرْكَضَى والتِّرْكِضاءُ: ضَرْبٌ من المَشْي على شكل تلك المِشْيةِ، وقيل: مِشْية التَّرْكَضَى مِشْية فيها تَرَقُّلٌ وتَبَخْتُر، إِذا فتحت التاء والكاف قَصَرْتَ، وإِذا كسرتهما مَدَدْتَ. وارتَكَضَ الشيء: اضطَرَب؛ ومنه قول بعض الخطباء: انتقضت مِرَّتُه وارتَكَضَتْ جِرَّتُه. وارتكَضَ فلان في أَمره: اضطَرَب، وربما قالوا رَكَضَ الطائِرُ إِذا حرك جناحيه في الطَّيَران؛ قال رؤبة: أَرَّقَنِي طارقُ هَمٍّ أَرَّقَا، ورَكْضُ غِرْبانٍ غَدَوْنَ نُعَّقا وأَركَضَتِ الفرس: تحرّك ولدها في بطنها وعَظُم؛ وأَنشد ابن بري لأَوس بن غَلْفاءَ الهُجَيْمِي: ومُرْكِضةٌ صرِيحيٌّ أَبُوها، نُهانُ لها الغُلامةُ والغُلامُ وفلان لا يَرْكُضُ المِحْجَنَ؛ عن ابن الأَعرابي، أَي لا يَمْتَعِضُ من شيء ولا يَدْفَعُ عن نفسه. والمِرْكَضُ: مِحْراثُ النار ومِسْعَرُها؛ قال عامر ابن العَجْلانِ الهذلي: تَرَمَّضَ من حَرّ نَفّاحةٍ *** كما سُطِحَ الجَمْرُ بالمِرْكَضِ ورَكّاضٌ: اسم، واللّه أَعلم.
|